هذه قاعدة مهمة، دلت عليها الآية السابقة :﴿ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴾، والذكر القرآن، نزل القرآن وبينه النبي - ﷺ -. واللم في ﴿ لتبين ﴾ للتعليل، وليست للأمر ؛ لأن الفعل بعدها منصوب. وقال :﴿ وَمَا أَنزلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾. فبيان النبي - ﷺ - للقرآن نوعان : ١/ بيان لفظه. ففي صحيح البخاري أَنَسٍ - رضي الله عنه - قَالَ :"جَاءَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ يَشْكُو، فَجَعَلَ النَّبِيُّ - ﷺ - يَقُولُ :((اتَّقِ اللَّهَ وَأَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ)). قَالَ أَنَسٌ : لَوْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - ﷺ - كَاتِمًا شَيْئًا لَكَتَمَ هَذِهِ :﴿ وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا ﴾ ".
٢/ بيان معناه. مثلاً ﴿ إنا أعطيناك الكوثر ﴾، قال - ﷺ - :« نهر في الجنة أعطاني الله إياه» [الترمذي].