الثالث : أنه يستلزم أن يكون مثل القرآن معتادا من قبل لتحقق الصرفة من بعد، فتجوز المعارضة بما وجد من كلامهم مثل القرآن قبلها.
الرابع : وهوخاص بمذهب المرتضى، أنه لو كان الإعجاز بفقدهم العلوم لتناطقوا به، ولو تناطقوا لشاع، إذ العادة جارية بالتحدث بالخوارق، فحيث لم يكن، دل على فساد الصرفة بهذا الاعتبار. واستدل بعضهم على فساد القول بها بقوله تعالى :( قل لئن اجتمعت الإنس والجن..) (١) فإنه يدل على عجزهم مع بقاء قدرهم، ولو سلبوا القدرة لم تبق فائدة لاجتماعهم، لأنه بمنزلة اجتماع الموتى، وليس عجز الموتى مما يحتفل بذكره.. إلى أن يقول : وأبعد الأقوال عندي كونه بالصرفة المحضة، حتى أن قول المرتضى فيها غير مرتضى، كما لا يخفى على من أنصفه ذهنه، واتسع عطنه.) (٢)
١٢ - قال السيد أبو القاسم الخوئي :(ت ١٤١٣هـ ) -من علماء الشيعة الإمامية - : بعد أن ذكر وجوه إعجاز القرآن، وتحدث عن بعض الأوهام حول إعجاز القرآن وقام بتفنيدها، قال :( قالوا إن العارف باللغة العربية، قادر على أن يأتي بمثل كلمة من كلمات القرآن، وإذا أمكنه ذلك أمكنه أن يأتي بمثل القرآن، لأن حكم الأمثال فيما يجوز وفيما لا يجوز واحد.

(١) - سورة الإسراء : آية / ٨٨.
(٢) - الآلوسي : روح المعاني، ج١/ ص ٢٧- ٣٣.


الصفحة التالية
Icon