تتلمذ على خاله أبي الهذيل العلاف في الاعتزال، ثم انفرد عنه، وكون مذهبا خاصا به، مات في ريعان شبابه عن ست وثلاثين عاما، وكان أستاذا – للجاحظ - (١)، ترجم له أبو منصورعبد القاهر البغدادي ( ت ٤٢٤هـ)- في كتابه :( الفرق بين الفرق )، عند ذكره الفرقة النظامية، فقال :( عاشر النظام في شبابه قوما من الثنوية (٢) وقوما من السمنية (٣)، وخالط قوما من ملاحدة الفلاسفة، ثم دون مذاهب الثنوية، وبدع الفلاسفة، وشبه الملاحدة في دين الإسلام، وأعجب بقول البراهمة بإبطال النبوات، ولم يجسر على إظهار هذا القول خوفا من السيف، فأنكر إعجاز القرآن في نظمه). ثم قال :( والفضيحة الخامسة عشرة من فضائحه - أي النظام -: أن نظم القرآن وحسن تأليف كلماته، ليست بمعجزة للنبي – عليه الصلاة والسلام - ولا دالة على صدقه في دعواه النبوة، وإنما وجه الدلالة منه على صدقه، ما فيه من الإخبار بالغيوب، فأما نظم القرآن وحسن تأليف آياته، فإن العباد قادرون على مثله، وعلى ما هو أحسن منه في النظم، والتأليف ) (٤)
وترجم له الشهرستاني(أبو الفتح محمد بن عبد الكريم ت ٥٤٨هـ ) فقال :-
(٢) - الثنوية : قوم يزعمون أن النور والظلمة أزليان قديمان. الشهرستاني : الملل والنحل: ص / ٨٠ بهامش الفصل.
(٣) - السمنية : فرقة بوذية هندية قالت بقدم العالم وبتناسخ الأرواح -. البغدادي : الفرق بين الفرق - ص٢٧٠. وخالد العلي، الجهم بن صفوان ومكانته في الفكر الإسلامي ص١٣.
(٤) - البغدادي : الفرق بين الفرق ( مرجع سابق ) ص ١٢٨- ١٥٠( بتصرف يسير ).