رُوى عن ابن عباس رضى الله عنهما أن رسول الله ﷺ قال :" لم ير للمتحابين مثل الزواج " (٤٢). علما أن السكون والطمأنينة الناجمة عن الحياة الزوجية، تسكن القلب عن الحرام، وتحمى الإنسان من الوقوع في الرذائل؛ فالزوجة توفر له الملاذ الآمن فيجد منها أٌََذنا صاغية، وقلبا حانيا، وحديثاً رقيقاً حلواً يخفف عنه، ويذهب ما به من هم وغم.
٢ - الأمة المسلمة أمة جهاد ولابد من توالد النسل وذلك من أجل الدفاع عن الاسلام، قال ﷺ " تزوجوا الولود الودود، فإني مباهٍ بكم الأمم يوم القيامة " (٤٣) ولولا وجود النسل لأدى إلى فناء النوع الإنسانى، ثم إن التناسل سبب في عمارة الكون.
فمن تمام السعادة الزوجية والاستقرار الأسري أن يتم الإنجاب بين الزوجين ووجود الأولاد يساعد على الترابط في الحياة الأسرية وصلاحها وتكامل البناء العائلي الذي يكون نواة المجتمع بأسره فإن صلحت الأسرة وسعدت صلح المجتمع وسعدت الإنسانية (٤٤).
٣ - ولن تتم نعمة النسل من البنين والحفدة إلا إذا كانوا صالحين (والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماماً) الفرقان/٧٤، والمقصود أنهم من يعملون بطاعة الله فتقر به أعينهم في الدنيا والآخرة. (٤٥) ويحرص الإنسان على إنجاب الولد ليكون امتدادا له إلى يوم القيامة حيث أن المسلم يحرص على الحياة الآخرة ويقدمها على الدنيا، فالولد إذا تربى تربية صالحة يكون خيرا لوالديه كما أشار الرسول ﷺ :" إذا مات ابن آدم انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة صدقة جارية، أوعلم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له " (٤٦). ويترتب عليه البحث عن الزوجة الصالحة وقبول تزويج صاحب الدين حتى لاتكون فتنة في الأرض "إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير" (٤٧).


الصفحة التالية
Icon