الباب الثاني : الفوائد التربوية من ذكر القواعد وضرب المثل في سورة النحل
الفصل الأول : الفوائد التربوية من خلال ضرب الأمثال في سورة النحل
ضرب الله تعالى في هذه السورة : الأمثال والمقصود منها هو : إيضاح الغموض والكشف عن المعنى المراد وهي أبلغ ما ينبه به المخطئ إلى خطئه، والمحسن إلى إحسانه (٩٧).
وضرب الأمثال في القرآن يستفاد منها أمور كثيرة : التذكير والوعظ والتدريس والحث والزجر والإيثار والتقرير وتقريب المراد للعقل وتصويره في صورة المحسوس بحيث تكون نسبته للعقل كنسبة المحسوس إلى الحس (٩٨) وتأتى أمثال القرآن مشتملة على بيان تفاوت الأجر وعلى المدح والذم، وعلى الثواب والعقاب، وعلى تفخيم الأمر أو تحقيره وعلى تحقيقه أو إبطاله، قال تعالى :(وضربنا لكم الأمثال) إبراهيم / ٤٥، وقال تعالى :(فلا تضربوا لله الأمثال إنّ الله يعلم وأنتم لا تعلمون) النحل / ٧٤. لما تتضمنه من فوائد (٩٩).
الفوائد التربوية من ضرب الأمثال المذكورة في سورة النحل :
١ - أ - قال تعالى :(ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شيء ومن رزقناه منا رزقا حسنا فهو ينفق منه سرا وجهرا، هل يستوون، الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون) النحل/٧٥.
ب - قال تعالى :(وضرب الله مثلا رجلين أحدهما أبكم لا يقدر على شيء وهو كلُّ على مولاه أينما يوجهه لا يأت بخير هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم) النحل / ٧٦.
ضرب الله الأمثال في سورة النحل من واقع حياة الناس، وهذا في واقع حياة الجاهلية إذ كان لهم عبيد لكنهم يرفضون المساواة بين السادة والعبيد، فكيف يسوون بين الله وبين أحد من خلقه من شجر أو حجر. ؟ كيف يسوون بين حجر أو صنم، وبين الله سبحانه القادر العليم، الآمر بالمعروف، والهادي إلى صراط مستقيم في حين أنهم لا يسوون بين رجل ضعيف لا يملك شيئا، ولا يعود بخير وبين رجل قوي، ويملك، ويتكلم، ويأتي بالخير.


الصفحة التالية
Icon