ذكرت سورة النحل مجموعة من الحقائق ذات الصلة بالنعم الواردة في السورة ويمكن أن نستنبط منها فوائد تؤثر في السلوك الإنساني كالآتي :
١ - توحيد الله والشعور بعظمته.
يتضح من خلال ما تقدم، أن من يتلو آيات الله ويكون عاقلا منصفا ويملك أدنى تفكير فإنه يقر بالوحدانية؛ لأن الله سبحانه خاطب العقل ومن ذلك :
أ - قال تعالى :(أفمن يخلق كمن لايخلق أفلا تذكرون). النحل / ١٧.
أيها الناس أفلا تذكرون نعم الله عليكم وعظيم سلطانه وقدرته على ما يشاء، وعجز أوثانكم وضعفها ومهانتها، وأنها لا تجلب إلى نفسها ولا لغيرها نفعا، ولا تدفع ضرا، فتعرفوا بذلك خطأ ما أنتم عليه مقيمون من عبادتكم لها، وبإقراركم لها بالألوهية (١٠٤) - وهذا التعقيب يأتي في أوانه لأن النفس مهيئة للإقرار بمضمونه، فهل هناك إلا جواب واحد : لا؛ لأنه لا يجوز أن يسوي إنسان في حسه وتقديره بين من يخلق ذلك الخلق كله، ومن لا يخلق لا كبيرا ولا صغيرا - (١٠٥).
ب - وصف الله الشركاء بقوله تعالى :(والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئا وهم يخلقون، أموات غير أحياء وما يشعرون أيان يبعثون)النحل/ ٢٠ - ٢١.
ج - وصف الله قلوب الكافرين بقوله :(فالذين لا يؤمنون بالآخرة قلوبهم منكرة وهم مستكبرون) النحل /٢٢ - أي : جاحدة للوحدانية، أو للآيات الدالة عليها، (وهم مستكبرون)عن الاعتراف بها، والفاء في قوله (فالذين) تدل على استمرارهم وإصرارهم على الإنكار (١٠٦). وهذه الحقيقة تجعل المسلم على بصيرة بحقيقة ودوافع المنكرين لدعوته إنها الكبر (إن في صدورهم إلا كبر ما هم ببالغيه فاستعذ بالله إنه هو السميع البصير) غافر / ٥٦.
٢ - تحمل مسؤولية الدين :