فثناء الله على عباده الشاكرين وخاصة الرسل موضوع مشترك بين السورتين ففي سورة النحل وصف الله سيدنا إبراهيم عليه السلام بقوله تعالى :(شاكراّ لأنعمه اجتباه وهداه إلى صراط مستقيم) النحل/١٢١. وفي الإسراء وصف سيدنا نوح بقوله تعالى :(ذرية من حملنا مع نوح إنّه كان عبداّ شكورا) الإسراء/٣.
موضوع السورة :
وأما من حيث موضوع السورة فلا شك أن الموضوع الأساس هو العقيدة الإسلامية، إنّ السورة مهما تعددت قضاياها فهى كلام واحد يتعلق آخره بأوله، وأوله بآخره، ويترامى بجملته إلى غرض واحد، كما تتعلق الجمل بعضها ببعض في القضية الواحدة (١٢). وكان للتركيز على ذكر النعم التي سنتحدث عنها في هذا البحث أكبر الأثر في الدفاع عن العقيدة.
الباب الأول : الفوائد التربوية المستنبطة من النعم الواردة في سورة النحل
النعمة لغة : النعمة بكسر العين، اليد والصنيعة والمنة وما أنعم به عليك (١٣) وفي الاصطلاح : هي الحالة الحسنة (١٤)، وهذا تعريف جامع.
والنعم كثيرة لا تحصى ويمكن تقسيمها إلى نعم أصلية تتعلق بالإيمان بالله والحرص على مرضاته ونعم فرعية مما هو موجود في حياة الناس من المال والعلم ولا بد أن لهذه النعم فوائد تربوية تعود على الإنسان بالنفع في دنياه وفي آخرته.
الفصل الأول : النعم المعنوية وفوائدها التربوية
أولاً : الروح : أ - قال تعالى :(ينزّل الملائكة بالروح من أمره) النحل/٢