هو نفسه خلف بن هشام راوي حمزة، فله إذن مذهبان، الأول: مذهبه كراوية عن حمزة، والثاني مذهبه كقارئ مستقل.
واعتاد القراء أن يقولوا: خلف حمزة، أو خلف عن حمزة، إذا أرادوا الإشارة إليه كراوٍ عن حمزة، أما إذا أرادوا الإشارة إليه في قراءته قالوا: خلف القارئ، أو خلف العاشر.
ومع أن اختياراته نادرة، ولكن أئمة القراءة يصنفونه عاشر الأئمة. ومن أصول قراءته:
١ - يقرأ في وصل السور بغير بسملة.
٢ - يقرأ بالتوسط في المتصل والمنفصل
٣ - قرأ بنقل حركة الهمزة إلى السكون قبلها مع حذف الهمزة في لفظ فعل الأمر من السؤال حيث وقع، إذا كان قبل السين واو أو فاء، مثل:
﴿فاسألوا﴾: قرأها: فسَلوا
﴿واسأل﴾: قرأها: وسل
٤ - قرأ بالإشمام زاياً في: الصراط ـ صراط ـ أصدق ـ فاصدع ـ تصدية ـ تصديق ـ قصد ـ يصدر ـ يصدفون.
وفيما سوى ذلك فأصوله قارئاً كأصوله راوياً، وله بعض الخلافات الفرشية تجدها في مظانها.
الفصل الخامس: الفرشيات
المبحث الأول: معنى الفرشيات
جرى علماء القراءة على تصنيف الخلاف في القراءات إلى قسمين اثنين:
الأول: خلاف أصولي
الثاني: خلاف فرشي
ويقصدون بالخلاف الأصولي ما كان من جهة قواعد الأداء كقاعدة قالون في ضم الميمات وقاعدة، ورش في البدل، وقاعدة ابن كثير في قصر الممدود وغير ذلك.
فالخلاف الأصولي تضبطه قواعد مطردة، تتكرر في القرآن الكريم في كل موطن تحققت فيه شرائط الراوي لإعمال القاعدة.
وأما الخلاف الفرشي فهو ما جاء على غير مثال، لا تضبطه قاعدة مطردة، وإنما يعرف بالسماع لكل موضع بمفرده، ومحله رسم القرآن الكريم، حيث يكون للكلمة ذاتها أكثر من وجه في الأداء، ورد بالتواتر ويحتمله الرسم القرآني ويوافق وجهاً من وجوه العربية.
وهذا التقسيم الثنائي قديم في صنيع القراء، وقد اعتمده الشاطبي في حرز الأماني، حيث عنون للباب بقوله: باب فرش الحروف.


الصفحة التالية
Icon