لا يعذِّب، ولا يوثِق: (بالكسر في الموضعين) وهي قراءة الجمهور، فغابت حينئذ قراءة مشروعة (متواترة) وهي: لا يعذّب، ولا يوثق (بالفتح) وهي قراءة الكسائي ويعقوب
ويطرح هنا سؤال بدهي لا بد من الإجابة عليه:
كيف تسنَّى لهم أن يطرحوا قراءة متواترة هي بإجماع الأمة جزء من القرآن الكريم؟
والجواب هو أنهم لم يطرحوا أياً من القراءتين، إذ هم لم يعتبروا الشكل تنزيلاً وإنما اعتبروه تعليماً، فكانت المصاحف تختلف شكلاً بحسب القراءة المتواترة التي ينهج عليها صاحب المصحف، ولا شك هنا أنه كان في العالم الإسلامي بدءاً من عصر أبي الأسود الدؤلي ولا زال حتى زماننا هذا مصاحف مختلفة بالشكل (حركات الإعراب والصرف) بحسب ما يؤدي إليه مقصد التواتر إسناداً، فثمة مصحف مرسوم بما يوافق قراءة أبي عمرو وآخر مرسوم بما يوافق قراءة نافع وهكذا.
غاية الأمر أن هذه المصاحف متفقة في أصل الرسم العثماني قبل الشكل مع حفظ الاستثناء الذي أشرنا إليه مراراً في المواضع التسعة والأربعين التي نهجت عليها المصاحف العثمانية الأصل.
------------
(٥٤٢) أبو الأسود الدؤلي (ا ق. هـ ـ ٦٩ هـ) هو ظالم بن عمرو بن سفيان بن جندل الدؤلي الكناني، واضع علم النحو، كان معدوداً من الفقهاء والأعيان والفرسان، تابعي، سكن البصرة في خلافة عمر، وولي إمارتها في أيام علي وشهد معه صفين، ولما بويع لمعاوية قصده فأكرمه معاوية، وله شعر أيضاً. مات بالبصرة.
الأعلام جـ٣ ص ٢٣٨
(٥٤٣) يحيى بن يعمر (... ـ ١٢٩ هـ) هو يحيى بن يعمر الواشقي العدواني (أبو سليمان) أول من نقَّط المصاحف، ولد بالأهواز وسكن البصرة، كان من علماء التابعين، عارف بالحديث والفقه ولهجات العرب، أخذها عن أبيه وأخذ النحو عن الدؤلي، ولي قضاء مرو ثم عزل، وولي القضاء بالبصرة إلى أن مات بها.
الأعلام جـ٨ ص ١٧٧
(٥٤٤) سبقت ترجمته في ص


الصفحة التالية
Icon