لم يكن للصحب الكرام اشتغال بشيء أولى من اشتغالهم بالقرآن الكريم، ولذلك كثر فيهم القراء والحفاظ، ولكن لم يكن أولئك القراء بالضرورة على وفق المناهج التي اختارها القراء فيما بعد من التخصص، والجمع بين الوجوه واستقرائها، وإنما كان محض عبادة يؤدونها على حسب ما سمعوه من النبي - ﷺ -، وكان على علماء التابعين أن يتعقبوا هؤلاء الأئمة القراء ليتخيروا قراءاتهم وفق اختياراتهم ومناهجهم.
ونقوم هنا بالتعريف ببعض أئمة القراء من الصحابة الكرام بإيجاز وهم:
١ - أبو بكر الصديق رضي الله عنه ٥١ ق. هـ ـ ١٣ هـ
عبد الله بن عثمان بن عامر بن غالب بن فهر. صاحب رسول الله - ﷺ - في الغار وخليفة المسلمين الأول واستمرت خلافته سنتين وأربعة أشهر تقريباً. وهو من حفاظ القرآن كما نص عليه الإمام أبو الحسن الأشعري. وهو أول من آمن برسول الله - ﷺ - من الرجال.
وهو أقرأ الأصحاب بدلالة إمامته للمسلمين، والرسول الكريم يقول: (يؤم القوم أقرأهم للقرآن)(٤٨).
٢ - عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ٤٠ ق. هـ ـ ٢٣ هـ
هو عمر بن الخطاب بن نفيل بن غالب بن فهر القرشي العدوي (أبو حفص) أمير المؤمنين وثاني الخلفاء الراشدين واستمرت خلافته عشر سنين ونصف تقريباً، صاحب الفتوح، ويضرب به المثل في العدل.
قال أبو العالية بن الرياحي: قرأت القرآن على عمر أربع مرات رضي الله عنه وأرضاه.
٣ - عثمان بن عفان رضي الله عنه ٤٧ ق. هـ ـ ٣٥ هـ
وهو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية القرشي، أبو عبد الله وأبو عمرو أمير المؤمنين، ذو النورين، ثالث الخلفاء الراشدين. زوَّجه رسول الله - ﷺ - ابنتيه رقية وبعد وفاتها زوجه بأم كلثوم.
أخذ عنه قراءة القرآن المغيرة بن أبي شهاب المخزومي (مقرئ الشام) وأبو عبد الرحمن السُّلَمي، وزِرُّ بن حبيش، وأبو الأسود الدؤلي. وغيرهم.
٤ - علي بن أبي طالب (٢٣ ق. هـ ـ ٤٠ هـ)