ثانياً: وهي الوثيقة الأهم، وهي تلقي الأئمة القراء من شيوخهم بالمشافهة، وهذه المشافهة التي بلغت أعلى درج التواتر لم تزل متصلة، يتلقاها الأبرار عن الأخيار، لا يرقى إليها الشك، ولا يتطرق إليها الوهم، وهي لدى العلماء اليوم متصلة مسندة، وكل قراءة منها تنتهي إلى صحابي كريم، ومن خلالها تستطيع أن تتبين اختيارات هذا الصحابي من قراءة النبي - ﷺ -، وهذه الأسانيد اليوم متوافرة متضافرة، منصوبة في صدور مجالس الإقراء، وسوف نأتي على إيراد بعض هذه الأسانيد في التلقي عن أكابر الصحابة في قسم الملاحق.
------------
(٤٨) رواه الإمام أحمد عن أنس بن مالك جـ٣ ص ١٠٢.
(٤٩) تمت ترجمة الصحابة الكرام تخيراً من المراجع الخمسة الأمهات: الطبقات الكبرى لابن سعد والاستيعاب لابن عبد البر وأسد الغابة لابن الأثير والإصابة لابن حجر وطبقات القراء لابن الجزري.
وقد تخيرنا من تلك المظان ما يتصل ببيان إتقانهم للرواية ومساهماتهم في حفظ القرآن وضبطه.
(٥٠) انظر المحتسب لابن جني جـ٢ ص ٣١.
(٥١) انظر البحر المحيط لأبي حيان جـ٢ ص ٢٤.
(٥٢) انظر البحر المحيط لأبي حيان جـ١ ص ٢٤.
(٥٣) انظر البحر المحيد لأبي حيان جـ٢ ص ١٨٠، ورواها أيضاً عن ابن عباس الطبري في جامع البيان.
(٥٤) انظر المحتسب لابن جني جـ٢ ص ١٨٥.
(٥٥) أفرط في إيراد مثل هذه النقول الشاذة عن الصحابة كل من:
أبو بكر عبد الله بن أبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني في كتاب (المصاحف)
ـ ابن جني في كتابه المحتسب
ـ أبو حيان في تفسيره البحر المحيط
(٥٦) السجستاني: هو أبو بكر عبد الله بن سليمان بن الأشعث، وسليمان بن الأشعث هو أبو داود السجستاني صاحب السنن، وقد كتب محمد بن سليمان كتابه المشهور: المصاحف.
(انظر الحاشية السابقة)