وقد نقل عن أئمة الشيعة نصوص كثيرة تدفع توهم اعتقادهم بشيء من التحريف، وأنا أنقل لك طائفة منها:
١ - العلامة أبو جعفر محمد بن علي بن بابويه القمي المشهور بـ(الصدوق) المتوفى ٣٨١ هـ(٨٧). (اعتقادنا أن القرآن الذي أنزله الله تعالى على نبيه محمد - ﷺ - هو ما بين الدفتين، وهو ما في أيدي الناس ليس بأكثر من ذلك، ومن نسب إلينا أننا نقول أكثر من ذلك فهو كاذب)(٨٨).
٢ - السيد المرتضى علي بن الحسين الموسوي العلوي المتوفى(٨٩) ٤٣٦ هـ:
إن العلم بصحة نقل القرآن كالعلم بالبلدان والحوادث الكبار، والوقائع العظام، والكتب المشهورة، وأشعار العرب المسطورة، فإن العناية اشتدت، والدواعي توفرت على نقله وحراسته، وبلغت إلى حد لم يبلغه شيء آخر.
إن القرآن كان على عهد رسول الله - ﷺ - مجموعاً مؤلفاً على ما هو عليه في ذلك الزمان حتى عين النبي - ﷺ - على جماعة من الصحابة حفظهم له، وكان يعرض على النبي - ﷺ - ويتلى عليه، وإن جماعة من الصحابة مثل عبد الله بن مسعود، وأبي بن كعب وغيرهما ختموا القرآن على النبي - ﷺ - عدة ختمات وكل ذلك يدل بأدنى تأمل على أنه كان مجموعاً مرتباً غير مبتور ولا مبثوث... وإن من خالف من الإمامية والحشوية لا يعتقد بخلافهم، فإن الخلاف في ذلك مضاف إلى قومٍ من أصحاب الحديث نقلوا أخباراً ضعيفة ظنوا صحتها لا يرجع بمثلها عن المعلوم المقطوع على صحته)(٩٠).
٣ - الشيخ أبو علي الطبرسي صاحب تفسير مجمع البيان(٩١):
(الكلام في زيادة القرآن ونقصانه، فأما الزيادة فمجمع على بطلانها، وأما النقصان منه، فقد روى جماعة من أصحابنا وقوم من الحشوية العامة أن في القرآن تغييراً أو نقصاناً، والصحيح من مذهب أصحابنا خلافه وهو الذي نصره المرتضى قدس الله روحه)(٩٢).