مما ينبغي العلم به العلم بالتفسير الذي اجمع عليه العلماء فهو اصح وأعلى أنواع التفسير كإجماعهم على تفسير اليقين في قوله تعالى ﴿ واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ﴾ بأنه الموت كما نقل هذا ابن القيم (١).
أو إجماعهم على تفسير المغضوب عليهم بأنهم اليهود، والضالين بأنهم النصارى في قوله تعالى: ﴿ غير المغضوب عليهم ولا الضالين ﴾ ونحوها من الآيات التي اتفق السلف على تفسيرها وذلك بتنصيص أحد الأئمة، وحكايته لهذا الإجماع.
وعدم العلم بالمخالف ويستحيل أن تجهل الأمة أو تعلم وتسكت في عصور مختلفة تفسير آيات من كتاب الله وتفسرها بمعان هي خلاف الصواب، ولا تفسرها بغيرها من المعاني الصحيحة.
والكثرة الكاثرة من الآيات وقع الخلاف في تفسيرها وهذا الخلاف لا يخلو من أحد أربعة أمور:
١- أن تكون جميع الأقوال محتملة في الآية وبقوة الاحتمال نفسها أو قريبا منه، ومن نصوص القرآن والسنة ما يشهد لكل واحد منها كقوله تعالى: ﴿ وهو الله في السموات والأرض يعلم سركم وجهركم ﴾ فللعلماء وثلاثة أقوال وكل واحد منها له مصداق من كتاب الله تعالى:
الأول: أن المعنى هو الإله المعبود في السماوات والأرض وعلى هذا فجملة "يعلم" حال أو خبر، وهذا المعنى يشهد له قوله تعالى: ﴿ وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله ﴾.
الثاني: أن قوله تعالى: ﴿ في السموات وفي الأرض ﴾ يتعلق بقوله: ﴿ يعلم سركم ﴾ أي وهو الله يعلم سركم في السماوات وفي الأرض، ويشهد لهذا القول قوله تعالى: ﴿ قل أنزله الذي يعلم السر في السموات والأرض ﴾.

(١) انظر التفسير القيم ٩٤


الصفحة التالية
Icon