فشرعت في التحصيل على بعض مشايخ بلدنا مدينة الضِّحَى، سواء كانوا من أهلها أو من الوافدين إليها من أهل العلم، وزاحمت الطلبة الموجودين وشمرت عن ساعد الجد حتى لحقت السابقين من الطلبة وتقدمتهم، فكانوا بعد ذلك يعيدون دروسهم عليّ ويذاكرون لديّ، وشغفت بحفظ المتون وقد وقر في سمعي ووقع في قلبي قول بعض المشايخ: "متونها حصونها"، يريدون بذلك تشجيع الطلاب على حفظ المتون، لأنها أساس لما بعدها، فحفظت بفضل الله متونا كثيرة في شتى الفنون في الفقه وأصوله، والحديث ومصطلحه، والنحو والبلاغة وغير ذلك، فكانت متون هذه العلوم سهل الله عليّ حفظها عن ظهر قلب حنى صارت عليّ سهلة الإستحضار قريبة الإستذكار، كل ذلك بفضل الله عز وجل وبفضل نظرات المشايخ وإقبالهم عليّ إهـ (٢).
مشايخه:
تلقى شيخنا العلوم الدينية سماعاً ورواية ودراية - ما بين منقول ومعقول - عن جلة من العلماء الأعلام بلغ عددهم نحو سبعين سيخا، فمنهم من درس له في الفقه وأصوله، ومنهم من كان يقرؤه الحديث ومصطلحه، ومنهم من قرأ شيخنا عليه في شتى فنون المعقول والمنقول وأجازه عدة مرات وأذن له بالتدريس والإفتاء وأخصهم بالذكر هنا شيخ فتوحه وتخريجه العلامة الدراك السيد الحسين بن محمد الزواك رحمه الله تعالى، والشيخ العلامة السيد عبد القادر القادري الحسني رحمه الله تعالى. ومنهم الفقيه العلامة الهمام الشيخ إبراهيم شويش المشهور بالمعلم رحمه الله تعالى. ولم يقتصر قراءته على علماء بلده فقط بل أخذ من علماء بلده مدينة الضِّحَى ومن غيرها من البلدان. وعندما هاجر إلى مكة المكرمة ونوى بها الإستيطان وكان ذلك في عام ١٣٨٠ هـ شارك غيره في الإستفادة من علماء الحرمين الشريفين.
فمن مكة المكرمة:
(١) الشيخ محمد العربي بن التباني رحمه الله تعالى
(٢) الشيخ حسن مشاط رحمه الله تعالى
(٣) الشيخ يحيى أمان رحمه الله تعالى
(٤) الشيخ حسن سعيد يماني رحمه الله تعالى


الصفحة التالية
Icon