من بداية عام ١٣٧٥ هـ شارك شيخنا غيره في ممارسة مهمة التدريس في مدينته وفي مدينة الزيدية، وأحيانا في مدينة الحديدة وفي قرية من قرى بلاد الزعلية فقرأ عليه كثير من زملائه ومن غيرهم واستفادوا كل بحسب ما فتح الله عليه. وكان ذلك برضا وموافقة وإذن من مشايخه وأساتذته لما عرفوا من كثرة اطلاعه واستقامة فهمه وأخذه بالإحتياط والحزم في جميع الأمور. وكان يجيب عن الأسئلة التي وردت إليه نثرا ونظما.
وتفرغ شيخنا للتدريس ونشر العلم وللمطالعة والتأليف بما تيسر له من الطرق والوسائل منذ أن هاجر إلى مكة المكرمة ونوى الإستيطان بها وكان يدعو المولى عز وجل أن يجعل له بها قرارا ويرزقه فيها حلالا ويجعله من الآمنين وأن لا يخرجه من الحرمين الشريفين للنقلة والإستيطان إلا إلى عالم البرزخ وإلى جنة الفردوس يارب العالمين.
وفي عام ١٣٨٢ هـ شارك شيخنا في التدريس في المدرسة الصولتية المشهورة بالبركة. تولى التدريس بها في القسم الثانوي والقسم العالي للتخصص مدة ثلاث وعشرين سنة بالإضافة إلى تدريسه في المسجد الحرام وفي منزله بمكة المكرمة. ولا تزال حلقات دروسه عامرة بالطلبة قائمة ليلا ونهارا في منزله بمكة المكرمة في شتى الفنون وفي مختلف التخصصات من تفسير وحديث وفقه وغير ذلك من العلوم المفيدة.
وخصص أخيرا ليلة الخميس من كل أسبوع لإقراء الأحاديث المسلسلة في منزله بالرصيفة كما كان من عادته إقراء كتاب من الكتب المفيدة بتمامه في شهر رمضان المعظم من كل عام (٣).
مؤلفاته:
ولم يقتصر نشاط شيخنا في التدريس وإلقاء الدروس، بل شارك كغيره من العلماء الفحول في التصنيف والتأليف، فما قام به من التدريس والتحصيل وسعيه المتواصل في الإفادة والإستفادة أهّله لأن يكون أحد العلماء البارزين في التأليف غير أنه لم يتفرغ لذلك لأن معظم أوقاته ينصبّ على الإفادة والتدريس، فهو لم يكتب إلا بحسب الحاجة وعلى قدر المستطاع.
فمن مؤلفاته:


الصفحة التالية
Icon