اعلم أن (علم أصول التفسير) هو علم يبحث فيه عما يختص بالقرآن الكريم، الذي أنزله الله تعالى على خاتم رسله محمد ﷺ هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان آيات آيات، وسورا سورا، نورا وضياء وبصائر وحجة وبرهانا، وأمره بإبلاغه للناس كافة وتبيانه لهم جميعا. وذلك البحث من حيث الإنزال وأسبابه ومعرفة متقدمه ومتأخره، ومكيّه ومدنيّه، وحضريّه وسفريه نزولا، وأسمائه وأسماء سوره وعددها وعدد آياته، وغير ذلك مما يجب معرفته لمن يدرس القرآن الكريم وتفسيره العظيم.
وهذا العلم غير (علم تفسير القرآن) وهو العلم بالأصول والقواعد التى يعرف بها معانى آيات الكتاب العزيز.
(وموضوعه) كلام الله تعالى المنزل على الرسول ﷺ فى مدى ثلاث وعشرين سنة، من حيث المباحث العامة التى يتوقف عليها علم التفسير.
(واستمداده) من القرآن الكريم والسنة النبوية والأخبار الصادقة، والعلوم التي لا بد منها فى هذا الشأن.
(وواضعه) الأئمة المجتهدون الراسخون في علم التفسير للقرآن العظيم. وأول من ألف فيه - كما ذكره الجلال السيوطي فى الإتقان - شيخ الإسلام جلال الدين البلقيني صاحب كتاب (مواقع العلوم من مواقع النجوم) بين فيه أنواعه ورتبه وجعله نيفا وخمسين نوعا فتكلم فى كل نوع منها بالمتين من الكلام ثم تبعه فى ذلك وزاد عليه الجلال السيوطي في كتابه (التحبير فى علوم التفسير) ثم لما وقف على كتاب (البرهان فى علوم القرآن) للإمام بدر الدين محمد بن عبد الله الزركشي الشافعي زاد على ما فيه وألف كتابه (الإتقان فى علوم القرآن) وجعله مقدمة لتفسيره الكبير الذى سماه (مجمع البحرين ومطلع البدرين) وذكر أنواعه تفصيلا وأبلغها ثمانين نوعا على سبيل الإدماج، ولو تنوعت لنيفت على الثلاثمائة نوع.
(الدرس الثاني): أسماء القرآن، ومعنى السورة والآية


الصفحة التالية
Icon