مدات التأسيس والردف والوصل والخروج عناية بالقافية؛ إذ كانت للشعر نظامًا، وللبيت اختتامًا١، والأمثال تجري مجرى المنظوم في تحمل الضرورة٢.
وفي الكتاب كذلك عرض لبعض مسائل البلاغة؛ ففي الاحتجاج لقراءة ابن عباس :"إني أراني أعصر عِنَبًا"٣ كلام عن بعض صور المجاز المرسل، وفي الاحتجاج لقراءة :"وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا"٤ كلام عن نظم الأسلوب وعَلاقته بإرادة ناظمه، وفي الاحتجاج لقراءة :"اهْدِنَا صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا"٥ كلام عن التجريد، وهكذا.
فرضي الله عنك يا أبا الفتح، وأثابك بما صنعت في المحتسب لكتابه ولغة نبيه، لقد أعملت فيه عبقريتك، وبذلت له من جُهْدك ما شاء الله أن تبذل؛ حتى استوى بين يديك سِفْرًا جليلًا، وظل على الزمان ذكرًا حميدًا وأثرًا باقيًا.
علي النجدي ناصف، عبد الحليم النجار، عبد الفتاح شلبي
٢ انظر : الاحتجاج لقراءة :"قل رب احكم بالحق" بضم الباء والألف ساقطة على أنه نداء مفرد، سورة الأنبياء : ١١٢.
٣ سورة يوسف : ٣٦.
٤ سورة البقرة : ٣١.
٥ سورة الفاتحة : ٦.