سورة الرعد :
بسم الله الرحمن الرحيم
قراءة الناس :﴿صِنْوَانٌ﴾١ إلا الحسن وقتادة، فإنهما قرآ :"صَنْوَان".قال أبو الفتح : الذي روينا في هذا عن قطرب :"صِنْوانٌ"، قال : وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي :"صُنْوانٌ" بضم الصاد، ولم يَحْكِ الفتح.
فأما الواحد فصِنْو بكسر الصاد، وأما الجمع فصِنْوَانٌ بكسرها وصُنْوَان بضمها، والصِّنْوُ : النخلة لها رأسان وأصلها واحد، ومنه قول النبي ﷺ :"العباس عمي وصِنْو أبي"، فكأنه قال : هما فرعان من أصل واحد. والصُّنوان بالضم لتميم وقيس، وبالكسر لأهل الحجاز.
فأما صِنْو وصُِنْوَانٌ فإن نظيره ذئب وذُؤْبان، وقِنْو وقُنْوان٢. وقد يكون مثله شِيح٣ وشِيحان؛ لكن المسئول عنه من هذا صِنْو وصِنْوان : هل هو جمع تصحيح أو جمع تكسير؟ وليس جمعًا مصححًا وإن كان مثال الواحد موجودًا في الجمع؛ وذلك أن جمع التصحيح ضربان : بالواو والنون كالزيدون والعمرون، وبالألف والتاء كالزينبات والصالحات.
وليس فِعْلَان واحدًا منهما، وإذا كان كذلك فينبغي أن تعلم أن المثالين وإن كانا وَفقَين فإن التقديرين مختلفان، فالكسرة في صاد صِنوان غير الكسرة في صاد صِنو، فيتفق "٨٤ظ" اللفظان ويختلف التقديران؛ وإنما صِنْوان من صِنْو كخِرْبان٤ من خَرَب، فكما أن فتحة الخاء من خَرَب غير كسرتها من خِربان لفظًا، فكذلك كسرة الصاد من صِنْوان غير كسرتها من صِنْو تقديرًا.
وجاء تكسير فِعْل على فِعْلان، كما جاز تكسير فعَل عليه، نحو : خَرَب وخِرْبَان وشَبَث٥ وشِبْثَان وبَرَق٦ وبِرْقَان؛ وذلك أن فِعْلا وفَعَلا قد تعاقبا على المعنى الواحد؛ فصارا في ذلك أخوين
١ سورة الرعد : ٤.
٢ بضم القاف وكسرها.
٣ من معاني الشيح : أنه برد يمني.
٤ الخربان : جمع الخرب محركًا، وهو ذكر الحبارى.
٥ الشبث : العنكبوت، ودويبة كثيرة الأرجل.
٦ البرق : الحمل كجمل، معرب.
٢ بضم القاف وكسرها.
٣ من معاني الشيح : أنه برد يمني.
٤ الخربان : جمع الخرب محركًا، وهو ذكر الحبارى.
٥ الشبث : العنكبوت، ودويبة كثيرة الأرجل.
٦ البرق : الحمل كجمل، معرب.