وأما القطران ففيه ثلاث لغات : قَطِرَان على فَعِلان، وهو أحد الحروف التي جاءت على فَعِلان؛ وهي : ثلِثَان، وبدِلَان، والشَّقِران١. ويقال أيضًا : قَطْرَان بفتح القاف وإسكان الطاء. وقِطْران بكسر القاف وإسكان الطاء. والأصل فيها قَطِرَان فأُسكنا على ما يقال في كَلِمة : كَلْمَة وكِلْمَة، لغة تميمية. قال أبو النجم :
جونٌ كأَن العرَق الْمَنْتُوحَا لَبَّسهُ القِطْرَان والْمُسُوحا٢
وقال النابغة :
وتُخْضَبُ لحية غَدَرَتْ وخانت بأحمر من نَجِيع الجوف آنِ٣
ومن ذلك قراءة يحيى بن عمر الذارع وأحمد بن يزيد بن أسيد السلمي :"ولِيَنْذَرُوا به"٤ بفتح الياء والذال.
قال أبو الفتح : يقال نَذِرتُ بالشيء : إذا علمتَ به فاستعددت له، فهو في معنى فهمته، وعلمت به، وطَبِنْتُ له، وفي وزن ذلك. ولم تستعمل العرب لقولهم : نَذِرت بالشيء مصدرًا، كأنه من الفروع المهجورة الأصول. ومنه عسى لا مصدر لها، وكذلك ليس.
وكأنهم استغنوا عنه بأن والفعل، نحو : سرني أن نَذِرت بالشيء، ويسرني أن تَنْذَر به.

١ الثلثان : عنب الثعلب، والشقران : نبت أو موضع. أما البدلان فلم أعثر عليها في المظان التي رجعت إليها بحثًا عنها.
٢ العرق المنتوح : الخارج من الجلد. انظر : اللسان "نتح".
٣ الديوان : ٧٩.
٤ سورة إبراهيم : ٥٢.


الصفحة التالية
Icon