قال أبو الفتح : الفاعل اسم الله، والمفعول محذوف، أي : لخسف الله بنا الأرض، وقد كررنا ذِكر حُسن حذف المفعول به.
وقرأ :"لانْخُسِف بنا" الأعمش وطلحة، وكذلك في قراءة ابن مسعود.
قال أبو الفتح :"بنا" من هذه القراءة مرفوعة الموضع؛ لإقامتها مقام الفاعل، فهو كقولك : انْقُطِع بالرجل، وانْجُذِب إلى ما يريد، وانْقِيد١ له إلى هواه. وانفعل - وإن لم يتعد إلى مفعول به - فإنه يتعدى إلى حرف الجر، فيقام حرف الجر مقام الفاعل، كقولهم : سِيرَ بزيد.
وإن شئت أضمرت المصدر، لدلالة فعله عليه٢، فكأنه قال : لَانْخُسِف الانْخِسَافُ بنا، "فَبِنَا" على هذا منصوبة الموضع؛ لقيام غيرها وهو المصدر مقام الفاعل ولا يكون للفعل الواحد فاعلان قائمان مقامه إلا على وجه الإشراك.
١ في ك : فقيد، وهو تحريف.
٢ كذا في ك، وفي الأصل : عنه.
٢ كذا في ك، وفي الأصل : عنه.