فقوله : كيف تلتقيان جملة في موضع نصب بدلا من "حاجةً" وحاجةً، فكأنه قال : إلى الله أشكو هاتين الحالتين تعذر التقائهما، هذا أحسن من أن تقتطع قوله : كيف تلتقيان مستأنفا، لأن هذا ضرب من هجنة الإعراب، لأنه إنما يشكو تعذر التقائهما، ولا يريد استقبال الاستفهام عنهما.
ومن ذلك قراءة الحسن :"إِلَى يَوْمِ الْبَعَثِ فَهَذَا يَوْمُ الْبَعَثِ"١، بفتح العين فيهما.
قال أبو الفتح : قد تقدم القول على حديث فتحة الحرف الحلقي إذا كان ساكن الأصل تاليا للفتح، وذكر الفرق بين قولنا وقول البغداديين فيه، وأننى أرى فيه رأيهم لا أرى أصحابنا. وذكرت ما سمعته من الشجري وغيره من قولهم فيه : أنا محموم، وقوله : يغذو، وهو يريد : يغذو. فلا حاجة لإعادته هنا٢، فكذلك يجوز أن يكون أراد "البعث [١٢٥و] على قراءة الجماعة، ثم حرك بالفتح لأجل حرف الحلق.
ومن ذلك قراءة ابن أبي إسحاق ويعقوب :"ولا يَسْتَحِقَّنَّكَ"٣.
قال أبو الفتح : أي لا يغلبنك، فيصيروا أحق بك منك بنفسك، هذا محصول هذه القراءة.
٢ انظر الصفحة ٨٤ من الجزء الأول.
٣ سورة الروم : ٦٠، وفي نسختي الأصل "يستخفنك" سكون النون لكن كتب في هامشهما : في نسخته "يستحقنك". وفي البحر "٧ : ١٨١" : وقرأ ابن أبي إسحاق ويعقوب :"ولا يستحقنك" بحاء مهملة، وقاف، من الاستحقاق. والجمهور بخاء معجمة وفاء، من الاستخفاف. وسكن النون ابن أبي عبلة ويعقوب فما أثبت في صلب نسختي الأصل قراءة ابن أبي عبلة ورواية أخرى عن يعقوب.