قال : وقال خارجة١ : بلغنا أن اسمه كان إيليسَ، وإدريس [١٣٨ظ].
ومن ذلك قراءة جعفر بن محمد :"وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ وَيَزِيدُون"٢، وهكذا هي، ليس فيها "أو".
قال أبو الفتح : في هذه الآية إعراب حسن، وصنعة صالحة؛ وذلك أنْ يقال : هل لقوله :"ويزيدون" موضع من الإعراب، أو هو مرفوع اللفظ. لوقوعه موقع الاسم حَسْبُ، كقولك مبتدئا : يزيدون؟
والجواب أن له موضعا من الإعراب، وهو الرفع؛ لأنه خبر مبتدإ محذوف، أي : وهم يزيدون على المائة. والواو لعطف على جملة، فهو كقولك : مررت برجل مثل الأسد، وهو والله أشجعُ. ولقيت رجلا جوادا، وهو والله فوق الجواد.
فإن قلت : فقد تقول : لقيت من زيد رجلا كالأسد وأشجعَ منه، فهل يجوز على هذا أن يكون تقديره : وأرسلناه إلى مائة ألف ويزيدون، فيعطف يزيدون على المائة؟ قيل : يفسد هذا؛ لأن "إلى" لا تعمل في "يزيدون"، فلا يجوز أن يعطف على ما تعمل فيه "إلى" فكما لا تقول : مررت بيزيدون على المائة فكذلك لا تقول ذلك.
فإن قلت : فقد يجوز في المعطوف ما لا يجوز في المعطوف عليه، كقولنا : رب رجل وأخيه، وكلُّ شاةٍ وسَخْلتِهَا٣، ومررت برجل صالح أبوه لا طالِحَيْن، ومررت بزيد القائم أبواه لا القاعدين ونحو ذلك. قيل قَدْر المتجوَّز في هذا ونحوه لا يبلغ ما رُمْتَه من تقدير حرف الجر مباشرا للفعل. ألا تراك لا تجيز مررت بقائم يقعد وأنت تريد مررت بقائم وبقاعد؟
٢ سورة الصافات : ١٤٧.
٣ السخلة : ولد الشاة ما كان.