قال : يوم نقوى البطشة الكبرى عليهم، وتمكنها منهم، كقولك : يوم نسلط القتل عليهم، وتوسع الأخذ منهم.
ومن ذلك قراءة عكرمة :"وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِين١".
قال أبو حاتم : وفي قراءة عبد الله بن مسعود :"وَزَوَّجْنَاهُمْ بِعيس عِين".
قال أبو الفتح : هذه الإضافة تفيد ما تفيده الصفة؛ لأن حور العين حور عين في المعنى، إلا أن لفظ الصفة أوفى٢ من لفظ الإضافة؛ إذ كان المضاف والمضاف إليه جاريين مجرى المفرد. والصفة تأتي من الاختصاص المستفاد منها مأتى الزيادة المسهب بها، وهي مع ذلك أشد إصراحا بالمعنى من المضاف.
ألا ترى أنك إذا قلت : مررت بظريف كرام جاز أن يكون ذلك الظريف كريما، وجاز أن يكون منسوبا إليهم؛ لاتصاله بهم وإن لم يكن كريما مثلهم؟ وإذا قلت : مررت بظريف كريم فقد أثبت له مذهب الكرم [١٤٦ط] البتة.
وأما قراءة عبد الله :"بِعِِيسٍ عِين" فإن العيساء : البيضاء، والأعيس : الأبيض، وكذلك فسرها أبو حاتم والفراء جميعا.

١ سورة الدخان : ٥٤.
٢ في ك : أوفر.


الصفحة التالية
Icon