ومن ذلك قراءة عيسى الثقفي :"سَنَفْرُغُ١ لَكُمْ"، بكسر النون، وفتح الراء.
وقرأ :"سَنَفْرُغُ لَكُمْ"، بفتح النون والراء - قتادة ويحيى بن عمارة الزارع والأعمش - بخلاف - وابن إدريس.
وقرأ :"سَنَفْرُغُ لَكُمْ"، بنصب الياء والراء أبو عمرو والأعرج.
أبو حاتم عن الأعمش :"سَنَفْرُغُ لَكُمْ".
قال أبو الفتح : يقال : فرغ يفرغ كدفع يدفع، وفرغ يفرغ كذبغ يدبغ، وفرغ يفرغ كلثغ يلثغ.
وأما "سَيفْرُغُ"، بالياء فالفاعل فيه اسم الله تعالى.
و"سَيفْرُغُ" واضح.
ومن ذلك قراءة ابن أبي بكرة :"ونَحُسٌ٢"، بفتح النون، وضم الحاء، وتشديد السين، رفع.
قال أبو الفتح :"نَحُسٌ"، أي : نقتل بالعذاب. يقال : حس القوم يحسهم حسا : إذا استأصلهم. قال الله "تعالى" :﴿إِذْ تَحُسُّونَهُم٣﴾، أي : تقتلونهم قتلا ذريعا.
ومن ذلك قراءة ابن محيصن :"مِنْ إِسْتَبْرَق٤"، بالوصل.
قال أبو الفتح : هذه صورة الفعل البتة، بمنزلة استخرج، وكأنه سمى بالفعل وفيه ضمير الفاعل، فحكى كأنه جملة، وهذا باب إنما طريقه في الأعلام، كتأبظ شرا، وذري حبا، وشاب قرناها. وليس الإستبراق علما يسمى بالجملة، وإنما هو قولك : بزيون٥. وعلى أنه إنما استبرق : إذا بلغ فدعا البصر إلى البرق وقال :
تستبرق الأفق الأقصى إذا ابتسمت لاح السيوف سوى أغمادها القضب٦

١ سورة الرحمن : ٣١.
٢ سورة الرحمن : ٣٥، ولآية في قراءة الجماعة :﴿يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلا تَنْتَصِرَانِ﴾.
٣ سورة آل عمران : ١٥٢.
٤ سورة الرحمن : ٥٤.
٥ البزيون : السندس.
٦ رواه اللسان "برق" ولم ينسبه، وفيه "يستبرق" بالياء، وقال في تفسيرها : استبرق المكان : إذا لمع بالبرق، وضبط "الأفق" بالضم. وفيه "لمع" مكان "لاح"، وجر السيوف بالإضافة. وقد اثبت في هامش نسختي الأصل "لمع السيوف" والقضب : جمع القضيب، وهو السيف القاطع.


الصفحة التالية
Icon