ومن ذلك قراءة الجحدري والحسن، بخلاف :"لُبَدًا١"، مشددة.
قال أبو الفتح : هذا وصف على فعل : كالجباء٢، والزمل٣، واللبد : الكثير يركب بعضه بعضا، حتى يتبلد من كثرته.
ابن مجاهد : وروى عن عاصم الجحدري؛ :"لبُدًا"، بضم اللام والباء.
قال أبو الفتح : هذا من الأوصاف التي جاءت على فعل، كرجل طلق٤، ناقة سرح٥.
ومن ذلك قراءة مارواه يحيى عن ابن عامر :"أَدْرِي أَقَرِيب٦"، وهذا لا يجوز.
قال أبو الفتح : طريق هذا أنه شبه آخر فعل المتكلم بيائه، كقولك : هذا غلامي وصاحبي، وأنسخ بذلك أن للمتكلم في "أدري" حصة، وهي همزة المضارعة، كما أن له حصة في اللفظ، وهي ياؤه. وعلى كل حال فهذه شبهة السهو فيه، لا علة الصحة له، كما أن ياء مصيبة أشبهت في اللفظ ياء صحيفة، حتى قالوا : مصائب سهوا، كما قالوا صحائف.
٢ الجبأ : الجبال، ونوع من السهام.
٣ الزمل : الجبن الضعيف.
٤ رجل طلق اليدين : سمحهما، وطلق اللسان : لسانه طلق.
٥ ناقة سرح : سريعة سهلة السير.
٦ سورة الجن : ٢٥.