و "رَبُّ" مما يجوز أن يكون وصفا لأي، ألا تراك تجيز يأيها الربُّ؟ قال أصحابنا فلم يكونوا ليَجمعوا عليه حذف موصوفه وهو "أي"، وحذف حرف النداء جميعا١.
وعلى أن هذا قد جاء مثلُه في المثَل، وهو قولهم : افتدِ مخنُوق٢، وأصبِحْ ليل٣، وأطرقْ كَرا٤. يريد يا مخنوق، وياليل، ويا كروان. وعلى أن الأمثال عندنا وإن كانت٥ منثورة فإنها تجري في تحمل الضرورة لها مجرى المنظوم في ذلك. قال أبو علي : لأن الغرض في الأمثال إنما هو التسيير، كما أن الشعر كذلك، فجرى المثل مجرى الشعر في تجوز الضرورة فيه ومن الشعر قوله :
عجِبْتُ لِعطَّارٍ أَتانا يَسُومُنا بِدَسْكَرَةِ المَرَّانِ دُهْنَ البنفسجِ
فَقُلْتُ له : عطارُ هَلّا أتيْتَنا بنَوْر الخزامى أو بِخُوصَةِ عَرْفَجِ٦
١ في هامش نسخة الأصل : غيره يخرج هذه القراءة على أنه مضاف إلى ياء المتكلم، لكن حذف، فعومل بعد حذفها معاملة المنادى المفرد. فهو إذًا مضاف في التقدير وإن كان مفردا في اللفظ، فلا يكون إذًا حذف أداة النداء شاذا ولا ضعيفا. وجاء مثل هذا في البحر : ٦ : ٣٤٥.
٢ مثل يضرب لكل مضطر مشفوق عليه. ويروى افتدي مخنوق. وفي الأصل "اقتد" بالقاف، وهو تحريف. وانظر الأمثال للميداني : ٢ : ٢٤.
٣ مثل قالته امرأة من طيئ كان تزوجها امرؤ القيس بن حجر، فكرهت من ليلتها مكانها معه، إذ كان مفركا لا تحبه النساء. فجعلت تقول :"يا خير الفتيان، أصبحت، فيرفع رأسه، فيرى الليل كما هو، فتقول : أصبِحْ ليل! يقال ذلك في الليلة الشديدة التي يطول فيها الشر. أمثال الميداني : ١ : ٤١٦
٤ مثل، بقيته : أن النعامة في القرى. يضرب للذي ليس عنده غناء، ويتكلم، فيقال له : اسكت، وتوق انتشار ما تلفظ به كراهة ما يعقبه. وقولهم : أن النعامة في القرى، أي : تأتيك، فتدوسك بأخفافها. ويقال : أن الكروان يقال له : أطرق كرى، أنك لن ترى. فإذا سمعها لبد بالأرض، فيلقى عليه ثوب، فيصاد.
وأصل كرا : كروان، فرخم بحذف النون، وحذفت معها الألف لكونها لينا زائدا ساكنا مكملا أربعة، ثم قلبت الواو ألفا، لتحركها، وانفتاح ما قبلها. وانظر الأمثال للميداني : ١ : ٤٤٥، والأساس "كرى". والخزانة : ١ : ٤٩٤، وحاشية الصبان على الأشموني في باب النداء.
٥ في ك : وإن كانت عندنا.
٦ الخزامى : عشبة طويلة العيدان، صغيرة الورق، حمراء الزهر، طيبة الريح. والعرفج : ضرب من النباب سهل، وقيل : إنه طيب الريح، أغبر اللون إلى الخضرة، وله زهر أصفر، وليس له حب ولا شوك. وقيل غير ذلك في وصفه.
٢ مثل يضرب لكل مضطر مشفوق عليه. ويروى افتدي مخنوق. وفي الأصل "اقتد" بالقاف، وهو تحريف. وانظر الأمثال للميداني : ٢ : ٢٤.
٣ مثل قالته امرأة من طيئ كان تزوجها امرؤ القيس بن حجر، فكرهت من ليلتها مكانها معه، إذ كان مفركا لا تحبه النساء. فجعلت تقول :"يا خير الفتيان، أصبحت، فيرفع رأسه، فيرى الليل كما هو، فتقول : أصبِحْ ليل! يقال ذلك في الليلة الشديدة التي يطول فيها الشر. أمثال الميداني : ١ : ٤١٦
٤ مثل، بقيته : أن النعامة في القرى. يضرب للذي ليس عنده غناء، ويتكلم، فيقال له : اسكت، وتوق انتشار ما تلفظ به كراهة ما يعقبه. وقولهم : أن النعامة في القرى، أي : تأتيك، فتدوسك بأخفافها. ويقال : أن الكروان يقال له : أطرق كرى، أنك لن ترى. فإذا سمعها لبد بالأرض، فيلقى عليه ثوب، فيصاد.
وأصل كرا : كروان، فرخم بحذف النون، وحذفت معها الألف لكونها لينا زائدا ساكنا مكملا أربعة، ثم قلبت الواو ألفا، لتحركها، وانفتاح ما قبلها. وانظر الأمثال للميداني : ١ : ٤٤٥، والأساس "كرى". والخزانة : ١ : ٤٩٤، وحاشية الصبان على الأشموني في باب النداء.
٥ في ك : وإن كانت عندنا.
٦ الخزامى : عشبة طويلة العيدان، صغيرة الورق، حمراء الزهر، طيبة الريح. والعرفج : ضرب من النباب سهل، وقيل : إنه طيب الريح، أغبر اللون إلى الخضرة، وله زهر أصفر، وليس له حب ولا شوك. وقيل غير ذلك في وصفه.