ويدل على أنه قد كان في الأصل أن يقال في تكسير سكران : سَكارِين بالنون ما أنشده الفراء :
إنْ يهبِطِ الضبُّ أرضَ النونِ ينصُرُهُ يهلِكْ ويعْلُ عليْهِ الماءُ والطينُ
أو يهبِطِ النونُ أرضَ الضبِّ ينصُرُهُ يهلِكْ ويأكُلُهُ قومٌ غَراثِينُ
فهذا تكسير غَرْثَان١، ومؤنثه غَرْثَى. أخبرنا أبو علي عن الفراء يقول الشاعر :
مَمْكُورَةٌ غَرْثَى الوشاح السالِسِ تضحَكُ عنْ ذِي أُشُرٍ عُضَارس٢
وأما "سُكارى" بالضم في السين فظاهره أن يكون اسما مفردا غير مكسّر كَجُمادَى وحُمَادَى٣ وسُمانَى٤ وسُلَامَى٥. ُّ
وقد يجوز أن يكون مكسَّرًا مما جاء على فُعَال : كالظُّؤار٦، والعُرَاق٧، والرُّخال٨، والثُّناء٩، والتؤام١٠، والرباب١١، إلا أنه أنَّثّ بالألف كما أنَّثّ بالهاء في قولهم : النُّقاوة١٢. قال أبو علي : وهو جمع نِقْوَة، وأنَّثّ كما أنَّثّ فِعَال في نحو : حِجَارة، وذِكَارَة وعِيَارَة١٣.
٢ الممكورة : المستديرة الساقين، أو المدمجة الخلق، الشديدة البضعة. والوشاح : أديم عريض يرصع بالجواهر، تشده المرأة بين عاتقها وكشحيها. وغرثى الوشاح : جائلة الوشاح لدقة خصرها. وأشر الأسنان : تحزيز أطرافها. وذي أشر : ثغر في أسنانه أشر. والعضارس : الماء العذب البارد. والبيت في اللسان "سلس، وعضرس".
٣ الحمادى : الغاية. وفي ك : كحمادى وجمادى.
٤ السمانى : طائر للواحد والجمع. أو الواحد سماناة.
٥ السلامى : عظم في فرسن البعير، وعظام صغار طول أصبع أو أقل من اليد والرجل.
٦ الظؤار : جمع ظئر، وهي العاطفة على غير ولدها.
٧ العُراق : جمع عَرْق، كسَهْل، وهو العظم أكل لحمه.
٨ والرخال : جمع رِخْل - بكسر فسكون : الأنثى من ولد الضان.
٩ الثناء : جمع ثِنْي، بكسر فسكون؛ وهي الناقة ولدت اثنين.
١٠ والتؤام : جمع توءم، ذكره ابن جني في المحتسب : ١ : ٢٨٦.
١١ والرباب : جمع ربى، ومن معانيها : الإحسان، والحاجة.
١٢ النقاوة : أصل ما انتقيت من الشيء.
١٣ لعلها جمع عير، والذي في المعاجم المتداولة أن من جموعه العيار، بغير تاء.