الإتقان كحاطب ليل وليس عنده تحقيق ولا إتقان وهذا شأنه في علوم المنقول، أما في علوم المعقول كعلوم العربية فهو فارس لا يشق له غبار. وقد تحامل عليه الحافظ السخاوي في كتابه (الضوء اللامع في أعيان القرن التاسع) فا لله يغفر لهما جميعا.
٤ـ أخلد
قال السيوطي في الإتقان قال الواسطي في الإرشاد أخلد إلى الأرض ركن بالعبرية. اهـ.
أقول: هذا القول لا يقوله إلا جاهل باللغات السامية فإن أخلد وخلد موجودتان في اللغتين كلتيهما ومتفقتان في معانيهما في الجملة فمن قال اتهما عبريتان وليستا عربيتين لقد قفا ما لاعلم له به ومن قال العكس فهو مثله، غير أن (أخلد) في العبرانية بالحاء المهملة، وكذلك (خلد) وقد تقدم أن الخاء المعجمة لا توجد بالاصالة في العبرانية وإنما توجد بالعرض في حرف الكاف إذا جاءت بعد حركة، ولم نر أحدا علماء اللغة العربية أشار إلى أن (أخلد) عبرانية كما ادعى هذا المدعي. قال في لسان العرب وخلد إلى الأرض وأخلد أقام فيها وفي التنزيل العزيز: ﴿وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ﴾ أن ركن إليها وسكن وأخلد إلى الأرض وإلى فلان أي ركن إليه ومال إليه ورضي به، ويقال خلد إلى الأرض بغير ألف وهى قليلة. اهـ.
وقال البيضاوي في تفسيره ﴿وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ﴾ مال إلى الدنيا أو إلى السفالة ﴿وَاتَّبَعَ هَوَاهُ﴾ في إيثار الدنيا واسترضاء قومه وأعرض عن مقتضى الآيات. اهـ.
٥ـ الأرائك
قال السيوطي في الإتقان:"حكى ابن الجوزي في فنون الأفنان أنها السرر بالحبشية". اهـ. قال الراغب:" الأريكة حجلة على سرير جمعها (أرائك وتسميتها لذلك إما لكونها في الأرض متخذة من أراك وهو شجرة أو لكونها مكانا للإقامة من قولهم أرك بالمكان أروكا وأصل الاروك الاقامة على رعي الأراك ثم تجوز به في غيره من الاقامات" اهـ. وقال في لسان العرب والأريكة سرير في حجلة والجمع أريك وأرائك،