وتذكر رواية أخرى تُجلّي لنا صفة ذلك المصحف فيقول صاحب الرواية بعد أن ذكرت الكاتبة سند الرواية كاملاً ومصدرها يقول :(حدثني أبي : رأيت الإمام مصحف عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه في شهر ربيع الأول سنة ٢٢٣هـ فشبرتُ طول المصحف فإذا في الورقة ثمانية وعشرون سطراً، ورأيت أثر دم فيه كثيراً في أوراق من المصحف كثيرة، بعض الورق قدر نصف الورقة وبعضه قدر الثلث وفي بعض الورق أقل وأكثر ورأيت عظم الدم نفسه في سورة النجم.... إلى آخر ما جاء في الرواية. (١)
وكذلك هذه المصاحف غير منقوطة ولا معجمه ولا مزينة وليست هناك علامات بين الآيات والخط طبعاً مدني بدائي غير كوفي أو ثلث أو ما أشبه. (٢)
ويقول صاحب كتاب (سمير الطالبين) كتبت المصاحف العثمانية على الترتيب المكتوب في اللوح المحفوظ بتوقيف جبريل عليه السلام للنبي – صلي الله عليه وسلم – على ذلك وإعلامه عند نزول كل أية بموضعها، مجردة من النقط والشكل، والذي عليه الجماهير من السلف والخلف أنها مشتملة على ما يحتمله رسمها من الأحرف السبعة جامعة للعرضية الأخيرة التي عرضها الرسول ﷺ على جبريل عليه والسلام ولم تترك حرفاً منها. (٣)
* مزايا المصحف العثماني :-
يقول الزرقاني – رحمه الله - : إن المصاحف العثمانية قد توافر فيها من المزايا مالم يتوافر في غيرها ومن هذه المزايا :

(١) أضواء على مصحف عثمان بن عفان رضي الله عنه للدكتورة / سحر السيد، ص ٣٨-٣٩ (مؤسسة شباب الجامعة – الإسكندرية )
(٢) المدخل إلى علوم القرآن للدكتور / محمد أمين فرشوخ، ص ١٤٥(دار الفكر – بيروت ط ١٩٩٠. ١م)
(٣) سمير الطالبين في رسم وضبط الكتاب المبين : على محمد الضباع ص ١٥(طبع عبد الحميد حنفي ط١)
وللإستزاده ينظر (مباحث في علوم القرآن) د/ صبحي الصالح ص ٨٤-٨٥ و (لمحات في علوم القرآن) د/ محمد بن لطفي الصباغ ص ١٢٥. و(التبيان في علوم القرآن) د/ كامل موسى ص ٤٣


الصفحة التالية
Icon