والذي يلاحظ على الدكتورة/ سحر أنها قطعت أخبار المصحف العثماني منذ تاريخ بعيد أي في القرن الثامن الهجري تقريباً ولكننا نجد في المقابل مجموعة من المهتمين بالقرآن وعلومه يوضحون بالشواهد أن أحد هذه المصاحف العثمانية ظلَّ محفوظاً في الجامع الأموي إلى أوائل القرن الرابع عشر الهجري حيث قيل إنه احترق في الحريق الذي شبَّ في الجامع الأموي سنة ١٣١٠هـ. وقيل نقل إلى استانبول وبعضهم يرى أنه موجود في مكتبة من مكتباتها وهذا نقلٌ عن الدكتور / محمد الصباغ في كتابه وكذلك الدكتور / صبحي الصاع في كتابه أيضاً. والدكتور / فهد الرومي كذلك. ويروي هذا أيضاً الشيخ مناع القطان – رحمه الله – في كتابه ولكنه مع هذا ستبعد وجود أي مصحف من المصاحف العثمانية.
والذي يُرجَّح في هذه القضية ما قاله الدكتور / غانم قدوري حيث قال : أن أغلب الباحثين أميل إلى استبعاد ذلك ؛ إذ من المتعذر – اليوم – العثور على مصحف كامل كتب في القرن الهجري الأول أو الثاني وذلك يحتاج إلى أدلة تاريخية ومادية واضحة وقوية ودراسة متعددة الوجوه. (١)
ثم إن عدم بقاء المصاحف العثمانية قاطبة لا يضرنا شيئاً مادام المعول عليه هو النقل والتلقي ثقة عن ثقة وإماماً عن إمام إلى النبي ﷺ وذلك متواتر مستفيض على أكمل وجه في القرآن حتى الآن. (٢)
ومن عنده أي ملحوظة علمية أو زيادة حول الموضوع فلا يبخل علينا بها وله جزيل الشكر... وخالص الدعاء.
هذا والحمد لله رب العالمين

(١) ٢١) رسم المصحف دراسة لغوية وتاريخية د/ غانم قدوري ص١٩٠ بتصرف
(٢) ٢٢) مناهل العرفان للزرقاني( ١/٣٣١)


Icon