اختلاف الرواية فى التفسير عن النبى - ﷺ -وعن السلف-رضى الله عنهم.(١)
أمثلة تقرب مفاهيم هذه الأسباب
أما بالنسبة للسبب الأول: وهو اختلاف القراءات، فهو موضوع الكتاب ولا حاجة بنا إلى التمثيل له فى هذا الموضع لأننا أشبعناه أمثلة فيما سيأتى من مباحث.
وأما السبب الثانى: وهو اختلاف أوجه الإعراب وإن اتفقت القراءات، فمثاله اختلافهم حول الضمير "هم" فى قوله سبحانه:(( وإذا كالوهم أو وزنوهم )) (٢)
اختلفوا فى الضمير "هم" فى الموضعين على وجهين:
أ- قيل: هو ضمير نصب فيكون مفعولاً به ويعود على الناس أى: وإذا كالوا الناس أو وزنوا الناس ….
ب- وقيل: هو ضمير رفع مؤكد للواو والضمير عائد على المطففين (٣)
هذا خلاف حول الإعراب مع اتحاد القراءة.
ومنه أيضاً اختلافهم حول "لا" من قوله تعالى :((سنقرئك فلا تنسى)) (٤)
فقيل: "لا " نافية، والآية إخبار من الله تعالى بأن نبيه - ﷺ - لا ينسى.
وقيل: هى ناهية، أى: لا تنس يا رسول الله ما نقرئك إياه من القرآن، يعنى لا تتعاط أسباب النسيان.
وقد أجاب هؤلاء عن الألف اللازمة فى قوله "تنسى" مع تقدم "لا" الناهية عليها - أى الكلمة - ومن شأنها جزم المضارع بعدها، أجابوا عن ذلك بأن الألف هنا للإشباع(٥)، كما فى قوله تعالى: ((لا تخاف دركاً ولا تخشى)) (٦)، وقد لحظنا أن هذا الخلاف كائن مع كون القراءة واحدة.
وأما السبب الثالث: وهو اختلاف اللغويين فى معنى الكلمة، فمثاله، اختلافهم حول معنى لفظ "مخلدون" من قوله تعالى: ((يطوف عليهم ولدان مخلدون)) (٧)

(١) مقدمة التسهيل -١/١٢.
(٢) سورة المطففين: ٣
(٣) أنظر: الدر المصون- ٦/٤٩٠، فتح القدير - ٥/٥٠٠.
(٤) سورة الأعلى : ٦.
(٥) أنظر: الدر المصون - ٦/٥١٠.
(٦) سورة طه : ٧٧.
(٧) سورة الواقعة : ١٧.


الصفحة التالية
Icon