ورد عن بعض العلماء إنكار لهذ الفن، بزعم أنه تكلف محض، وكان من أبرزهم : سلطان العلماء عز الدين بن عبد السلام، والإمام المفسر محمد بن علي الشوكاني.
قال سلطان العلماء عز الدين بن عبد السلام :( واعلم أن من الفوائد أن من محاسن الكلام أن يرتبط بعضه ببعص، ويتشبث بعضه ببعض، لئلا يكون مقطعا متبرا، وهذا بشرط أن يقع الكلام في أمر متحد، فيرتبط أوله بآخره، فإن وقع على أسباب مختلفة، لم يشترط فيه ارتباط أحد الكلامين بالآخر، ومن ربط ذلك فهو متكلف، لما لم يقدر عليه إلا بربط ركيك، يصان عن مثله حسن الحديث، فضلا عن أحسنه، فإن القرآن نزل على الرسول – ﷺ - في نيف وعشرين سنة، في أحكام مختلفة، شرعت لأسباب مختلفة غير مؤتلفة، وما كان كذلك لا يتأتى ربط بعضه ببعض، إذ ليس يحسن أن يرتبط تصرف الإله في خلقه وأحكامه بعضه ببعض، مع اختلاف العلل والأسباب.. ثم أخذ يضرب أمثلة لذلك ) ١١٠
فسلطان العلماء :- كما يظهر من كلامه -، لم يعارض وجود المناسبة والترابط بين الكلام، لكنه اشترط أن يقع الكلام في أمر متحد، وما عدا ذلك فهو يراه أمر متكلفا.
أما الإمام محمد بن علي الشوكاني :- فقد أنحى باللوم، بل بالتقريع على أئمة التفسير القائلين بالتناسب في القرآن الكريم، وأطال في الإستدلال لرأيه، وذلك عند تفسيره لقوله تعالى في سورة البقرة - :( يابني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم..) ١١١


الصفحة التالية
Icon