مما سبق يتضح لنا فضل الآية الكريمة وما فيها من ثمرات ونفحات يحظى بها من داوم على قراءتها فهذه الآية جامعة لمعان يستحضرها المؤمن كلما قرأها فيزداد إيمانا وتسليما ويقينا وتثبيتا وهداية ومعرفة، وارتقاء وسموّا في معارج القبول ومدارج الوصول ومراقي القرب ومنازل الوداد والحب، كلما قرأ آية الكرسي وجال في أرجائها وطاف في آفاقها ازداد حصانة ومنعة وحفظا من إبليس اللعين وجنوده وأعوانه من الشياطين ٠
حقا إنها آية عظيمة لعظمة ما ورد فيها من تعظيم لله - جل جلاله -، وهى آية عظيمة لما لقارئها من الأجر العظيم، ولأنها له حرز وحصن منيع ٠
ودعوة المصطفي - ﷺ - بالمحافظة عليها عقب كل صلاة لما فيها من معان يحتاج المؤمن إلى استحضارها واستذكارها بلسانه وعقله وقلبه وسائر جوارحه * ما أحوج المسلم إلى أن يعيش في ظلالها ويحيا بتعاليمها ويسمو باستظهارها والتدبر فيها ٠* وقارئها في حفظ الله ورحمته وفي كنفه وذمته، قريب من جنته، ليس بينه وبينها إلا الموت، والموت مرحلة انتقالية من دار الدنيا إلى دار الآخرة من دار الفناء إلى دار البقاء من دار العمل إلى دار الجزاء، من دار الممر إلى دار المقر :
لا تظنوا الموت موتا إنه لحياة وهو غايات المنى
لا ترعكم هجمة الموت فما هو إلا الانتقال من هنا ٠
نسأل الله العظيم أن يرزقنا حسن الخاتمة، فهو تعالى الموفق والهادي إلى سواء السبيل ٠
كتبه
أحمد محمد الشرقاوي القصيم عنيزة ١٤٢٥هـ
Sharkawe٢٠٠٠@yahoo.com