كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون.
أياما معدودات...) * الى قوله: * (من أيام أخر وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين) * (٤٠).
كانت فيها رخصة الشيخ الكبير والعجوز الكبيرة وهما لا يطيقان الصوم أن يطعما مكان كل يوم مسكينا أو يفطرا.
ثم نسخ تلك الاية التى بعدها فقال: * (شهر رمضان الذى أنزل فيه القرءان هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم / (٦٧ أ) الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر) * (٤١).
فنسختها هذه الاية فكان أهل العلم يرون ويرجون أن الرخصة قد ثبتت للشيخ الكبير والعجوز الكبيرة اذا لم يطيقا القيام.
أن يطعما مكان كل يوم مسكينا، وللحبلى اذا خشيت على ما في بطنها، والمرضع اذا خشيت على ولدها (٤٢).
حدثنا قتادة عن يزيد بن عبد الله (٤٣) أخى مطرف بن عبد الله (٤٤) أن النبى ﷺ رخص للحبلى والمرضع.
وعن قتادة: * (وان تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء) * (٤٥) ثم أنزل الله عزوجل الاية التى بعدها فيها تخفيف ويسر وعافية: * (لا يكلف الله نفسا الا وسعها) * أى:
طاقتها، * (لها ما كسبت) * (٤٦)، فنسختها هذه الاية (٤٧).
(٤١) البقرة ١٨٥.
(٤٢) ينظر: ابن حزم ١٢٤، النحاس ٢٠، ابن سلامة ١٨، مكى ١٢٧، وفيه قول قتادة، ابن الجوزى ٢٠٠، العتائقى ٣٣، ابن المتوج ٥٤.
(٤٣) من المحدثين، توفى سنة ١٠٨ ه، وقيل: ١١١ ه.
(طبقات ابن سعد ٧ / ١٥٥، طبقات ابن خياط ٤٩٧، تهذيب التهذيب ١١ / ٣٤١).
(٤٤) من المحدثين الثقات، توفى سنة ٨٧ ه.
(طبقات ابن خياط ٤٦٧، حلية الاولياء ٢ / ١٩٨، تذكرة الحفاظ ٦٤).
(٤٥) البقرة ٢٨٤.
(٤٦) البقرة ٢٨٦.
(٤٧) ينظر: ابن حزم ١٢٥، النحاس ٨٥، ابن سلامة ٢٧، مكى ١٦٧، ابن الجوزى ٢٠١.
(*)