صح عن المصطفى عليه السلام من رواية ابن مسعود رضي الله عنه، حين سئل رسول الله ؟، أي الذنب أعظم ؟ فقال: "أن تجعل لله نداً وهو خلقك"، قال: ثم أي ؟ قال: "أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك"، قال: ثم أي ؟ قال: "أن تزاني حليلة جارك"، ثم تلا رسول الله ؟: "وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلاَ يَزْنُونَ"[٢٦].
قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي عليه رحمة الله: - قوله تعالى: "وَلاَ تَقْتُلُوا أَوْلاَدَكُمْ مِنْ إِمْلاَقٍ"[٢٧] الآية – نهى الله تعالى في هذه الآية الكريمة عن قتل الأولاد من أجل الفقر الواقع بالفعل، ونهى في سورة الإسراء من قتلهم خشية الفقر المترقب المخوف منه، مع أنه غير واقع في الحال بقوله: "وَلاَ تَقْتُلُوا أَوْلاَدَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاَقٍ" وأخذ بعض أهل العلم من هذه الآية الكريمة: منع العزل ؛ لأنه وأد خفي، وحديث جابر: (كنا نعزل والوحي ينزل) يدل على جوازه.
الوصية الرابعة: النهي عن قربان الفواحش ما ظهر منها وما بطن.
وهذا امتداد للوصية بالأسرة التي يتعين تماسكها وتثبيت الود بين أفرادها، ولما وصاهم الله بالأسرة وصاهم بالقاعدة التي تقوم عليها، كما يقوم عليها المجتمع كله، وهي قاعدة الطهارة والنظافة والعفة، فإنه لا يمكن قيام أسرة، ولا استقامة مجتمع في وحل الفواحش، ما ظهر منها وما بطن، إنه يتعين تحقق الطهارة والنظافة والعفة.


الصفحة التالية
Icon