في تقليد صوت القارئ
لا ينكر تلاقي الأصوات حتى لو لم يلق أحد المتشابهين الآخر أو لم يسمعه، ولا ينكر أن التلميذ لشدة محبته لشيخه قد يتأثر به في الأداء بلا تكلف وإن كان هذا إنما يكون في ضِعَافِ التلاميذ. فانحصر البحث في القارئ يتكلف تقليد صوت قارئ آخر فأقول: الناظر في طبقات القراء، وغيرهم من العلماء، يرى في حلية بعضهم أنه كان حسن الصوت في قراءة القرآن الكريم. ومنهم: عاصم بن أبي النُّجود، كان إذا قرأ كأنما في حلقه جَلاَجِل. وأعلى من ذلك في حلية الصحابة رضي الله عنهم فهذا أبو موسى الأشعري رضي الله عنه قال له النبي - ﷺ - لما سمع قراءته: ((لقد أُعطيت مزماراً من مزامير آل داود)) متفق عليه.
واستمع النبي - ﷺ - إلى قراءة سالم مولى أبي حذيفة وكان حسن الصوت. فقال: ((الحمد لله الذي جعل في أمتي مثل هذا)) رواه ابن ماجة بسند جَيِّد قاله ابن كثير في ((فضائل القرآن)).(١)