- باب ذكر الدليل على ضد قول من زعم أن النبي ﷺ لم يسجد في المفصل بعد هجرته إلى المدينة =... عن نعيم بن عبد الله المجمر، أنه قال : صليت مع أبي هريرة فوق هذا المسجد، فقرأ :((إِذَا السَّمَاء انشَقَّتْ ) فسجد فيها، وقال :« رأيت رسول الله ﷺ سجد فيها ».... وأبو هريرة إنما قدم على النبي ﷺ فأسلم بعد الهجرة بسنين، قال في خبر عراك بن مالك، عن أبي هريرة : قدمت المدينة والنبي ﷺ بخيبر قد استخلف على المدينة سباع بن عرفطة ؛ وقال قيس بن أبي حازم : سمعت أبا هريرة يقول : صحبت النبي ثلاث سنوات، وقد أعلم أنه رأى النبي ﷺ سجد في ( إِذَا السَّمَاء انشَقَّتْ)) و ((اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ))، وقد أعلمت، في غير موضع من كتبنا، أن المخبر والشاهد الذي يجب قبول شهادته وخبره من يخبر بكون الشيء، ويشهد على رؤية الشيء وسماعه، لا من ينفي كون الشيء وينكره ؛ ومن قال : لم يفعل فلان كذا ليس بمخبر ولا شاهد، وإنما الشاهد من يشهد ويقول : رأيت فلانا يفعل كذا، وسمعته يقول كذا، وهذا لا يخفى على من يفهم العلم والفقه.... وتوهم بعض من لم يتبحر العلم أن خبر ابن عباس أن رسول الله ﷺ لم يسجد في شيء من المفصل منذ تحول إلى المدينة حجة من زعم أن لا سجود في المفصل، وهذا من الجنس الذي أعلمت أن الشاهد من يشهد برؤية الشيء أو سماعه لا من ينكره ويدفعه، وأبو هريرة قد أعلم أنه قد رأى النبي ﷺ قد سجد في( (إِذَا السَّمَاء انشَقَّتْ))، و((اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ)) بعد تحوله إلى المدينة إذ كانت صحبته إياه إنما كان بعد تحول النبي ﷺ إلى المدينة لا قبل....
٨ - تُطلب سجدة التلاوة في خمسة عشر موضعاً، وهي :


الصفحة التالية
Icon