٣ - وفي النحل :( أَوَ لَمْ يَرَوْاْ إلى مَا خَلَقَ اللّهُ مِن شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلاَلُهُ عَنِ اليمِينِ وَالْشَّمَآئِلِ سُجَّدًا لِلّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ وَلِلّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مِن دَآبَّةٍ وَالْمَلآئِكَةُ وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ) (النحل : ٤٨ـ ٥٠ )،
٤ - وفي سبحان :( إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَي عليهمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا ) ( الإسراء : ١٠٧ـ ١٠٩ )، وهذا خبر عن سجود مع من سمع القرآن فسجد.
٥ - وكذلك في مريم :( أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عليهم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَي عليهمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا ) ( مريم : ٥٨ )، فهؤلاء الأنبياء سجدوا إذا تتلي عليهم آيات الرحمن، وأولئك الذين أوتوا العلم من قبل القرآن إذا يتلي عليهم القرآن يسجدون.
وظاهر هذا سجود مطلق كسجود السحرة في قوله تعالى :(وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ) (الأعراف : ١٢٠ ) وقوله :(فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّداً ) (طه : ٧٠ )... وكقوله :( وَادْخُلُواْ الْباب سُجَّداً وَقُولُواْ حِطَّةٌ ) ( البقرة ٥٨ )، وإن كان المراد به الركوع... فالسجود هو خضوع له وذل له ؛ ولهذا يعبر به عن الخضوع. كما قال الشاعر :
ترى الأُكُم فيها سجداً للحوافر...
قال جماعة من أهل اللغة : السجود التواضع والخضوع وأنشدوا :
ساجد المنخر ما يرفعه خاشع الطرف أصم المسمع


الصفحة التالية
Icon