كما قال :( إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ )، لا يصلح له أن يسجد لهذه المخلوقات، قال تعالى :( فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ ) ( فصلت : ٣٨ )، فإنه قد علم ـ سبحانه ـ أن في بني آدم من يستكبر عن السجود له فقال : الذين هم أعظم من هؤلاء لا يستكبرون عن عبادة ربهم، بل يسبحون له بالليل والنهار ولا يحصل لهم سآمة ولا ملالة، بخلاف الآدميين، فوصفهم هنا بالتسبيح له، ووصفهم بالتسبيح والسجود جميعا في قوله :( إِنَّ الَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ ) ( الأعراف : ٢٠٦ ). وهم يُصَفُّون له صفوفاً كما قالوا :( وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ ) ( الصافات : ١٦٥، ١٦٦ )... وفي الصحيح عن النبي ﷺ أنه قال : ألا تَصُفون كما تَصْف الملائكة عند ربها ؟ قالوا : وكيف تصف الملائكة عند ربها ؟ قال : يسدون الأول فالأول، ويتراصون في الصف.


الصفحة التالية
Icon