وقال السعدي : جميع من في السماوات والأرض، والشمس، والقمر، والنجوم، والجبال، والشجر، والدواب، الذي يشمل الحيوانات كلها، وكثير من الناس، وهم المؤمنون، ( وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ ) أي: وجب وكتب، لكفره وعدم إيمانه، فلم يوفقه للإيمان، لأن الله أهانه، ( وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ ) ولا راد لما أراد، ولا معارض لمشيئته، فإذا كانت المخلوقات كلها ساجدة لربها، خاضعة لعظمته، مستكينة لعزته، عانية لسلطانه، دل على أنه وحده، الرب المعبود، والملك المحمود، وأن من عدل عنه إلى عبادة سواه، فقد ضل ضلالا بعيدا، وخسر خسرانا مبينا.
٧ *( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) (الحج ٧٧)
(قال ابن كثير : اختلف الأئمة، رحمهم الله، في هذه السجدة الثانية من سورة الحج: هل هي مشروع السجودُ فيها أم لا؟ على قولين. وقد قدمنا عند الأولى حديث عقبة بن عامر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فُضلت سورة الحج بسجدتين، فمن لم يسجدهما فلا يقرأهما".// رواه الحاكم، والبيهقي في معرفة السنن عن عقبة بن عامر... وأخرج النسائي في السنن الكبرى، والبيهقي، وعبد الرزاق، عن ابن عباس، طرفه : فُضلت سورة الحج بسجدتين......
( وقال القرطبي : وهذه السجدة الثانية لم يرها مالك وأبو حنيفة من العزائم، لانه قرن الركوع بالسجود، وأن المراد بها الصلاة المفروضة، وخص الركوع والسجود تشريفا للصلاة... قوله تعالى: (واعبدوا ربكم) أي امتثلوا أمره...(وافعلوا الخير) ندب فيما عدا الواجبات التى صح وجوبها من غير هذا الموضع...( لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ )...


الصفحة التالية
Icon