قال ابن كثير: وقوله :( وَظَنَّ دَاوُدُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ ) قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: أي اختبرناه... وقوله :( وَخَرَّ رَاكِعًا ) أي: ساجدا ( وَأَنَابَ ) ويحتمل أنه ركع أولا ثم سجد بعد ذلك وقد ذكر أنه استمر ساجدا أربعين صباحا، ( فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ )أي: ما كان منه مما يقال فيه : إن حسنات الأبرار سيئات المقربين.
وقد اختلف الأئمة رضي الله عنهم في سجدة "ص" هل هي من عزائم السجود ؟ على قولين، الجديد من مذهب الشافعي رحمه الله أنها ليست من عزائم السجود بل هي سجدة شكر. والدليل على ذلك ما رواه الإمام أحمد حيث قال:... عن ابن عباس أنه قال في السجود في "ص" : ليست من عزائم السجود وقد رأيت رسول الله ﷺ يسجد فيها... ورواه البخاري وأبو داود والترمذي والنسائي في تفسيره من حديث أيوب به، وقال الترمذي: حسن صحيح... وقال النسائي أيضا عند تفسير هذه الآية:... عن ابن عباس، رضي الله عنهما أن النبي ﷺ سجد في "ص" وقال :"سجدها داود عليه السلام توبة ونسجدها شكرا "... تفرد بروايته النسائي ورجال إسناده كلهم ثقات... / وقال : وقال البخاري عند تفسيرها أيضا:... عن العوام قال: سألت مجاهدا عن سجدة " ص" فقال: سألت ابن عباس: من أين سجدت ؟ فقال : أو ما تقرأ: ( وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ ) (الأنعام: ٨٤)...( أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ ) ( الأنعام: ٩٠)... فكان داود عليه السلام ممن أمر نبيكم ﷺ أن يقتدي به فسجدها داود عليه السلام فسجدها رسول الله ﷺ...