الوليد الميت:
الدارس لكتاب أصل الأنواع لدارون يدرك أن صاحب النظرية نفسه لم يثق بها.. يقول (دارون) : إنى لأشك بأن اعتراضات كثيرة قد خطرت ببال القراء، وبعض هذه الاعتراضات خطيرة إلى حد أنى حتى اليوم لا أفكر فيها إلى واعترضتنى هزة.
وأعلن أن الأدلة سوف توجد في يوم من الأيام، فالأدلة على نظريته في علم الغيب.. وهذا يكفى لنقل النظرية من تفسير علمى إلى فلسفة. لأن العلم العملى لا يؤمن بالمغيبات.
وقد جمع أحد العلماء العبارات التي تفيد الريب وعدم الثقة من كتاب (دارون) نفسه مثل قوله: قد نستطيع أن نقول، قد يمكن القول، المرء يبحث ليفهم لا ليثبت.
جمع هذه العبارات فوجدها أكثر من ثمان مائة جملة، حتى قال العالم (كلوتز) رئيس فرع العلوم بإحدى جامعات لندن: إنَّ الاعتقاد بالتطور يحتاج إلى كثير من السذاجة.
مناقشة أصول النظرية:
قامت النظرية على أساس محاولة وضع تفسير للحياة أي تفسير بشرط استبعاد عقيدة الخلق الذاتى.
وقد حاول بعض المثقفين في بلاد الإسلام أن يجمع بين عقيدة الخالقية والتطور. وهذا نوع من النفاق الحديث أو الجهل بأحد الأمرين - الدين أو التطور - إنْ أحسنَّا الظنَّ.
فالأصل الأول لهذه النظريات هو قيام الحياة في المادة الجامدة وتكوين خلية حيَّة بعوامل المصادفة العمياء. ثم بدأت هذه الخليَّة في التطور بـ (قانون الاصتفاء الطبيعى)
كما قال دارون، أو بقانون (توريث الصفات المكتسبة) كما قال مَن قبله. فالدافع للنظرية والفكرة التي قامت عليها فكرة إلحاديَّة.
ويجب على شبابنا أن يقف طويلا عند هذه النقطة إذا أراد الحكم على هذه النظريات