وذكر ابن حجر أن الحديث المنسوب إلى ابن عمر - رضي الله عنهما - والذى يروى فيه عن النبي - ﷺ - "لا تقرأ الحائض ولا الجنب شيئا من القرآن" ذكر ابن حجر أن هذا الحديث ضعيف من كل طرقه وتتبع الشوكاني في كتابه نيل الأوطار الأحاديث والآثار المروية في تحريم قراءة القرآن الكريم على الجنب وأخبر بضعفها، وأنها لا تصلح لتكون دليلا على تحريم شيء هو من أعظم العبادات يعنى قراءة القرآن وذلك كحديث على ابن أبي طالب كرم الله وجهه والذى يقول فيه: كان رسول الله - ﷺ - يقرأنا القرآن على كل حال ما لم يكن جنباً.
فبعد أن ذكر الشوكاني أن هذا الحديث صححه الترمذى وأخرجه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم والبزار والدارقطنى والبيهقى وابن السكن بعد ذلك عاد الشوكانى ونقل عن الإمام الشافعى أن هذا الحديث لا يثبت عند المحققين من علماء الحديث وأن الإمام أحمد يوهن هذا الحديث.
وذكر الشوكانى حديث جابر عن النبي - ﷺ - قال: (لا يقرأ الحائض ولا النفساء من القرآن شيء) رواه الدارقطنى.
ثم قال الشوكاني في رد سند هذا الحديث أن فيه محمد ابن الفضل وهو متروك ومنسوب إلى الوضع.
وقال البيهقى: هذا الأثر ليس بالقوى.
ولعلك أيها القارئ الكريم قد أدركت شيء من أسباب اختلاف الأئمة - رضي الله عنهم - وهو الطريق الذي وصلنا بها الحديث.
فقد يصل الإمام بطريق يثق في رجاله وقد يصل امام آخر بطريق لا يثق في رجاله.
المهم أن الأئمة لم يتعمدوا الاختلافات


الصفحة التالية
Icon