إلى هارون وقالوا له قم فاصنع لنا آلهة تسير بين أيدينا: فقال لهم هارون: فكوا أقراط الذهب التي في آذان نسائكم وبنيكم وبناتكم واحضروها إليَّ"
ثم تقول التوراة: "فأخذه من أيديهم وجمعه في قالب وصنعه عجلاً حيًّا.
وقال هذه آلهتكم يا إسرائيل"
وتذكر التوراة أن موسى عندما حضر أمرهم أن يقتل كل منهم أخاه وصاحبه وقريبه فسقط منهم في ذلك اليوم ثلاثة آلاف رجل.
هذه بعض افتراءات التوراة على أنبياء الله سبحانه وقد صحح القرآن سيرتهم ووضعهم حيث يستحقون من الصدارة وحسن الذكر إبقاءً لدورهم في الهدى ونصرة للحق والآن مع القرآن الكريم:
(وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ)
وفى سورة الأنبياء خمسة أوصاف وصف القرآن بها هذا النبي الكريم (وَلُوطًا آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ تَعْمَلُ الْخَبَائِثَ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ (٧٤) وَأَدْخَلْنَاهُ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ)
وفى سورة الصافات ١٣٣ (وَإِنَّ لُوطًا لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ)
هذا وقد نسب القرآن صنع العجل إلى السامري وحكى القرآن استنكار هارون لما انحدر إليه قومه (وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِنْ قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي)
إن القرآن مصحح لما وقع في التوراة من أخطاء سافرة في حق الأنبياء وفى غير هذا من الموضوعات التي لا بد من تصحيحها.
أما الأخطاء التي لا تضر مسيرة النور وعلاجها يحدث جدلا بلا ثمرة كالتواريخ والأرقام وتحديد الجهات التي بينتها التوراة، فالقرآن لا يجادل فيها اليهود.
قال تعالى: (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ)


الصفحة التالية
Icon