تتجه وتتركهم لضمائرهم إلا أن الدنيا لم تسطع أن تحاكى آية واحدة من القرآن.
وأعظم دليل على عجزهم هو لجوؤهم إلى الحرب التي أنفقوا فيها النفس والنفيس..
ولو استطاعوا خوض معركة كلامية متكافأة ما أشعلوا الحروب.
وإذا كان التحدى ممكنا بين الناس فإن تحدى القرآن من طراز آخر.
فالتاريخ لا يعرف رجلا يستطيع أن يتحدى بفنه كلَّ المتخصصين في الدنيا تحدياً يشمل عرض الأرض وطول الزمان إلى يوم القيامة ومع ذلك تعجز الدنيا عن محاكاة فَنِّه وتلجأ إلى حربه بالسلاح إنَّ ذلك لا يقدر عليه إلا الله،
أما سرُّ الإعجاز القرآني فهو كَسِرِّ الرُّوح.
حاول العلماء القدامى والمحدثون أن يقفوا على سره فكانوا كمن انشغل بالجمال عن وضع تفسير له.
وقد حاولت أن اتتبع بالدراسة الجادة جهود العلماء في موضوع إعجاز القرآن فرأيت أن جهودهم كبيرة ولكن سر الإعجاز كان أكبر.. وأعجبنى قول سهل بن عبد الله قال: (كما أن الله لا نهاية له فكذلك كلام الله لا نهاية لفهمه، الله قديم فلا تبلغ إلى نهاية فهمه فهوم البشر)
وقد أعلن كبار العلماء قديما وحديثا ما يؤكد عجزهم عن إدراك هذا السر.
قال الباقلانى صاحب أول كتاب (فى إعجاز القرآن) إننى أهم بالآيات فيفتننى جمالها عن أسرار إعجازها.
ومن العلماء المعاصرين الذين كتبوا في إعجاز القرآن المرحوم مصطفى صادق الرافعي قال:


الصفحة التالية
Icon