لفهم الآية الكريمة والتفريق بين المضغة المخلَّقة وغير المخلَّقة ثم راجعت كتب الطب التي كتبت بالعربية وخرجت من دراستى بجانب جديد (على الأقل) جديد بالنسبة لي، فمن إعجاز القرآن أن كل جيل أعمل عقله وحاول فهمه فكان القرآن كريماً على كل جيل يجود عليهم في تخصصهم وقد اخترت إمامين جليلين وناقشت تفسيرهما، فالإمام القرطبي نقل عن السلف: أن المخلَّقة ما يتم تكوينها، وغير المخلَّقة ما يدفع بها الرحم (سقطاً) ولكنه استدرك على هذا الرأي أن الخطاب في الآية الكريمة موجه إلى كل البشر ومحال أن يخاطب القرآن (السقط) من أجل ذلك رجح أن تكون المخلَّقة هى التي تم تصويرها في الرحم وغير المخلَّقة هى مرحلة ما قبل التصوير ولكننى أتحفظ من قبول هذا الرأي مع أن بعض الأطباء ذكروه في كتبهم وارتضاه بعضهم.
وسبب تحفظي أن غير المخلَّقة لو كانت مرحلة ما قبل التصوير والتشكيل لقدمها الله في الذكر على المخلَّقة لأنها سابقة عليها.
لذلك أرى ما قاله الفخر الرازي ورجحه أقرب إلى معنى الآية الكريمة، فقد ذكر أن المخلَّقة هى التي تشكلت أعضاءً كالعين والأذن وغير المخلَّقة هى ما بقيت لحماً هذا أشهر ما قاله علماؤنا رضى الله عنهم.
أما كلمة الطب الحديث فتكشف سرًّا من الإعجاز العلمي للقرآن لا يتصور عاقل أن مثله نبع من تصور بشر عاش في مكة في القرن السادس الميلادي.
اكتشف الطب الحديث أن الجنين منذ مرحلة المضغة تنقسم خلاياه إلى قسمين.
القسم الأول: يأخذ دوره الزمنى في التشكيل فيصبح عظماً ثم لحما وهكذا والقسم الثانى لا يأخذ دوره في التشكيل مع قدرته على التشكيل ويطلق عليه العلماء اسم الميزانيكمية وهذا القسم من