وتمت كلمة ربك - إلى كل الدنيا - (عدلاً) لأن الإسلام التزم بالوسطية بين الطرفين المتنافرين فالإلحاد ينكر وجود الله والشرك يعدد الآلهة.
فكلمة العدل هى التوحيد، وهى الوسط، والإلحاد ينكر النبوة، والنصرانية تُؤلِّه نبيها.
فالعدل هو: (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ)
تمت كلمة ربك - إلى كل الدنيا صدقا وعدلا.
فلابد من ختام النبوة بمن تمَّت على يديه كلمة ربك.
فالدنيا بعده بحاجة إلى تطبيق ما جاء به وتذكير الناس بكنوزه.
من هنا أعلن القرآن بيان خاتم النبوات:
(مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ)
ختم الله النبوات بنبينا محمد - ﷺ - وختم النبوات يستلزم ختام الرسالات لأن كل رسول نبي، ومن عجز عن الحصول على مؤهل متوسط فيقيناً أنه لم يحصل على مؤهل أعلى فختم النبوات يفرض ختم ما هو أعلى منها وهو الرسالات من باب أولى.
أما جانب الغيب في هذا الأمر فهو أنه قد مَرَّ على نزول الآية الكريمة أربعة عشر قرناً ولم تثبت لأحد نبوة بعد محمد - ﷺ - وفى الآية الكريمة: (مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ)
وفيها غيب آخر لقد نزلت هذه الآية في العام الخامس من الهجرة.
نزلت وعاش النبي - ﷺ - خمسة أعوام.
عاشها وهو متزوج من أكثر من امرأة كن صالحات للإنجاب.
وقد أنجب بعضهن قبل الزواج من النبي - ﷺ - كما أنجب النبي من قبل.
فماذا يحدث لو رُزقَ النبيُّ - ﷺ - بعد نزول هذه الآية بأولاد وقدر الله لهم العيش وأصبحوا رجالاً.
وأيُّ حرج كان سيصيب المسلمين ويلجئهم إلى التأويل إن الله الذي أنزل القرآن علم أن محمداً سيلقاه ولا يترك من أعقابه أبناء يتعارض وجودهم مع ظاهر الآية الكريمة.
إن القرآن إذا تحدث عن المستقبل صدقته الليالى والأيام.