لماذا يشترك اثنان في جريمة واحدة هى حرب الإسلام فينزل الوعيد في واحد ويترك الثانى؟
إن سر الأمر كما فهمت من دراستى أن الذين علم الله أنهم سيموتون على الكفر مثل أبي لهب وامرأته والوليد بن المغيرة وعقبة بن أبي معيط وغيرهم أنزل الله فيهم وعيداً في القرآن الكريم أما الذين علم الله أن أعمارهم ستمتد حتى فتح مكة فسيحصلون على العفو العام بدخولهم الإسلام مع الطلقاء أو سيدخلون الإسلام قبل الفتح، كخالد بن الوليد، فلم ينزل الله في شأنهم وعيد.
ماذا عسى أن يحدث لو نزل وعيد في خالد بن الوليد بسبب ما أحدثه بالمسلمين يوم أحُد ثم أسلم خالد بعد ذلك؟
هل سينسخ هذا الخبر ويخبر القرآن بعد ذلك أنه فى الجنة؟
إن النسخ لا يدخل الأخبار لأن نسخ الخبر تكذيب له ومثل هذا لا يجوز على الله سبحانه.
إنَّ يوم أحُد من أيام الإسلام العصيبة ومع ذلك فلم ينزل فيه سوى عزاء للمسلمين قال تعالى: (وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ)
واكتفى القرآن بالعزاء ولم ينزل أي وعيد في خالد، مع أن القرآن أسهب في وعيد والده (الوليد بن المغيرة) كيف فرق القرآن بين مشرك سيموت على الكفر، ومشرك سيمتد عمره حتى يعتنق الإسلام.
إنَّ الإجابة الوحيدة على كل هذه التساؤلات هى قوله تعالى: (قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ).


الصفحة التالية
Icon