ولكن القصيدة بل وفلسفته كلها لم تثبت وجود الروح، ولما يأس أبو بكر بن عبد الرحمن الكيسانى الأصم من إثبات وجود الروح أنكر وجودها وقال: لا أعرف إلا ما تشاهده حواسي.
وسبب عجزهم عن إثبات وجود الروح أن شدة الوضوح تسبب الخفاء وقد يعجز الإنسان عن رؤية أقرب شيء منه.
وفى أوروبا لم تنجح فلسفة أفلاطون وأرسطو في إثبات وجود الروح أمام الزحف المادى، حتى فلسفة ديكارت والتى قالت بالتوازن بين الروح والجسد لم تملأ حياة الرجل الأوروبى، وقد فسر (هارتلى) العمليات العقلية بأنها لا تتعدى أن تكون ذبذبة في الجهاز العصبى وبنى علماء النفس تفسيراتهم على هذا الأساس وقد مهدت نظريات علماء النفس لخطر كبير على الفكر الديني في أوروبا وتسرب دخانها القاتم إلى بلاد الإسلام في غيبة حراس الحق ولكن الإسلام وحده يستطيع أن يحفظ التوازن الإيمانى في العالم إذا أحسنا الدعوة إليه وسوف أحاول أن أقيم بعض الأدلة على وجود الروح.
الدليل الأول على وجود الروح:
كل إنسان يشعر بالماضى ويثق بأنه عاشه بآماله وآلامه، وأن الماضي يحكم كثيرا من تصرفاتنا في الحاضر وتطلعاتنا للمستقبل وأسأل نفسي:
هل أنا الذي عشت هذا الماضي فعلا؟
وهل أنا الذي كنت صانعا في مدينة الزقازيق وقضيت خمسة عشر عاماً


الصفحة التالية
Icon