أما الرؤيا فلم ترد في القرآن إلا مفردة، ويراد بها الرؤيا الصادقة التي يكشف الله للنائم فيها بعض المغيبات فتتحقق هذه الرؤيا قال تعالى على لسان يعقوب عليه السلام:
(قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا)
وفى سورة الفتح جاء قوله تعالى عن الرؤيا التي رآها النبي - ﷺ - بشأن دخوله مكة: (لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا)
وحياة الناس في كل عصر لا تخلوا من الرؤيا الصادقة، وهى ليست خاصة بالأنبياء فالملك في عهد يوسف والسجينان اللذان دخلا السجن معه، رأوا جميعاً رؤيا صادقة مع عدم إيمانهم، فحياة الناس لا تخلوا من الرؤيا الصادقة في كل عصر.
والتفسير الوحيد لظاهرة الرؤيا الصادقة هى اتصال الروح بعالم آخر تتطلع فيه على ما تراه.
وإلا فكيف تفرز المادة الصماء في حالة النوم وغيبة الوعي كشفاً غيبياً تصدقه الليالى والأيام؟
بعد أن ذكرت أن الرؤيا الصادقة لا علاقة لها بالصلاح والتقوى، أذكر بعض ما شاهدته من الرؤيا التي جاءت كفلق الصبح، لأنها أفادتني اليقين في هذا الموضوع وكما يقولون فما راءٍ كمن سمع.
* كنت في الموصل لإلقاء محاضرة، فرأيت في منامي أن أخي الحاج رشيد عبد الرازق الهجُّو، من رجال الأعمال ببغداد ينزل بسيارته في نهر الفرات ولكنه قد نجا والحمد لله، وأخبرته بهذه الرؤيا وبشرته بالنجاة.
وبعد أن رجعت معه إلى بغداد واصل أخي رحلته إلى البصرة وعند الأهوار انحرفت سيارته ونزلت به في الماء، وطافت مسافة بعيدة عن الشاطئ ومع ذلك نجاه الله، فكيف نفسر هذه الظاهرة؟